تفاصيل من تظاهرة هزت المدينة .. الفاشر تخرج في مواجهة المشروع الإرهابي
المتظاهرون رفعواةشعارات تندد بالقتل الممنهج وتدمير النسيج الاجتماعي
الفاشر : الاشاوس
شهدت مدينة الفاشر، حاضرة شمال دارفور، تظاهرة جماهيرية عبّرت عن غضب شعبي عميق تجاه الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها جيش الحركة الإسلامية الإرهابية بحق المدنيين. خرج المواطنون ليؤكدوا أن ما جرى لم يكن أحداثًا معزولة، بل عنفًا منظمًا استهدف الإنسان، والمجتمع، والحق في الحياة.
شعارات تندد ..
رفع المتظاهرون شعارات تندد بالقتل الممنهج، وتدمير النسيج الاجتماعي، وترويع المدنيين، مطالبين المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية، والعمل الجاد على تصنيف الحركة الإسلامية منظمة إرهابية، وملاحقة قادتها أمام العدالة الدولية. وأكد المشاركون أن تجاهل هذه الجرائم، أو التعامل معها بازدواجية، شجّع على استمرارها، وأطال أمد المعاناة.
عندما يتعافى الوعي ..
الفاشر، التي حاولوا كسرها بالتجويع والعنف، خرجت لتقول إن دارفور ليست هامشًا صامتًا، بل قلب نابض للوعي والكرامة. فصوتها اليوم لا يطالب فقط بالإنصاف، بل يضع إصبعه على جوهر الأزمة: مشروع أيديولوجي استخدم الدين غطاءً، والسلاح وسيلة، والإنسان وقودًا. ورغم الجراح، تؤكد المدينة أن الحقيقة لا تُدفن، وأن الوعي، حين يتعافى، يصبح أخطر على الإرهاب من أي سلاح.
حين يتحدث من زُعم أنهم انتُهِكوا..
أكثر ما أربك حملات التشويه هو خروج من زُعم أنهم تعرّضوا للانتهاكات ليتحدثوا بأنفسهم، لا عبر وسطاء، ولا عبر منصات توظّف معاناتهم. هؤلاء، الذين حاولت بعض الجهات تقديمهم كضحايا صامتين، كسروا هذا القالب، وقدموا شهاداتهم المباشرة، محددين خلال التظاهرة بوضوح من مارس الإرهاب، ومن استخدم العنف المنظم، ومن حوّل المدنيين إلى أهداف مشروعة.
رواية واحدة لا تحكم ..
في دارفور وغيرها، لم يعد ممكنًا تمرير رواية واحدة مفروضة من الخارج أو من غرف التحرير البعيدة عن الميدان. فالإرهاب يستبين عندما يُسمّى، وعندما يخرج الناس ليشيروا إلى الفاعل الحقيقي، لا إلى صورة مصنّعة تخدم مصالح بعينها. هذا التحول في الوعي أربك من راهنوا على تغييب الحقيقة، وأعاد الاعتبار لشهادة الإنسان العادي بوصفها أساسًا لأي سرد عادل. وهذا ما أظهره المتظاهرين في انتفاضة معبرة رغم الجراح .
