الرئيسيهمقالات

(قنقر ودنقاس) وعبارات وجدت رواجها بين الناس

برزت ظواهر عبارات تداولها الناس بفترة الحرب عبرت عنهم فكانت الأفواه تلتقط الكلمات والعبارات وتتداولها وتجد حظها من الانتشار ومن بين هذه العبارات التي تسربت إلى قاموس العامة من الناس، مصطلح “الجغم” الذي اخذ صداه بين الكبار والصغار فيبدو أكثر عنفاً وقساوة في مضمونه، لأنه يعني القتل والإهلاك كأن يقال فلان “إنجغم” أو “جغم” أو “تم جغمه بنجاح” أي قتل، لكن المفردة خرجت من ميدان الحرب إلى الحياة المدنية وشاع إستخدامها، ومن أبرز العبارات التي كان يرددها الجنود (زايلي ونعيمكي زايل) وهي عبارة أقرب إلى أن تكون مثلاً شعبياً وتعني أن “الدنيا زائلة لا محالة”، ومصطلح “الجغم” الذي انتشر بكثافة خلال هذه الحرب يعني بالنسبة إلى المتقاتلين من الطرفين “الإهلاك المباشر”، وباتت هذه المفردة مخيفة ومرعبة جداً بالنسبة إلى كلا الجانبين، وتستخدم للإيحاء بشدة الفتك بالخصم، فيقولون مثلاً إن الكتيبة الفلانية “جغمت” أي أبيدت عن بكرة أبيها في هجوم واحد، لذلك تجد المقاتلين يرددون “جغم بس” للمبالغة في تصوير شراستهم واستعدادهم لسحق الطرف الآخر، وأصل عبارة “الجغم” تعني “الرشفة” أو شرب سائل دفعة واحدة، لذلك يمكن القول إن هذه المفردة اقتبسها العسكريون ثم عادت تحمل معاني أكثر بين العامة من الناس، .
وهناك مصطلحات أخرى سادت خلال فترة الحرب، مثل مسمى “دعامي”، وعبارات أخرى مثل “ولضمي” و”ولدبوك” وهي عبارات دارفورية عربية تعني “ولد أمي” و”ولد أبوك”،. وهناك عبارات اخذت من أفواه قائلها مثل مصطلح (قنقر) الذي ظهر به الجنرال جلحة في تصريحاته الشهيرة وأصبح شائعا يضرب به لما اخذ زندية بالقوة والشدة، وعبارة جلحة الشهيرة أيضا (من الله طقيق) في تمثيل لما يأتي مباشرة وليس بطريق ملتف.
وهناك المصطلح الاشهر الذي تداوله جميع الناس وهو (فلول) الذي يطلق على بقايا الكيزان ممن اوقدوا نار هذه الحرب ووجد حظه كذلك من الانتشار، ومما تداول أيضا مصطلح (دولة جاهزية) وهي متمثلة في قوة قوات الدعم السريع وسيطرتها على مناطق عديد، ومصطلح صيج الذي يشابه لغة الراندوك ويطلق لمن يفر من المعارك أو يهرب من المواجهة، وجرى (ودنقاس) كذلك، وكثر كثير من العبارات التي دللت على واقع الحرب وجاءت من بعض تراث غرب السودان وهي من الميزات الجميلة التي تحسب للاندماج بين الناس من العاصمة أقاليم الوسط وغرب البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى