كوّنا جسماً شبابياً لتبصير المجتمع وبناء إنسان الريف ونقله إلى الإنتاج والسلام
قوات الدعم السريع أنجزت ما عجزت عنه كل التحركات السابقة _ مدنية وعسكرية
(الرباعية) جاءت لمحاصرة الفكر الإرهابي وتحقيق السلام
الحركة الإسلامية الإرهابية دمرت السودان وعرقلت كل الاتفاقيات
حكومة (تأسيس) وضعت مطلوبات عاجلة لتوحيد الاقتصاد وتحريكه نحو النمو
حوار: أبو صلاح
في البداية، حدّثنا عن خطة العمل المدني في محلية غبيش؟
لدينا خطة واضحة بالمجلس الاستشاري لمحلية غبيش لتسيير العمل المدني والسياسي، وتوحيد رؤية المجتمع المستقبلية، والتعامل مع المرحلة القادمة عبر تحفيز المجتمع للقيام بدوره في إدارة شؤونه وتحقيق تطلعاته نحو التطور في ثلاثة محاور أساسية: الأمن، الصحة، والتعليم، مع ترسيخ السلام المجتمعي كشرط رئيسي لأي نهضة قادمة.
ما أبرز سياسات المجلس الاستشاري حاليًا بالمحلية؟
يعمل المجلس حاليًا بتنسيق كامل مع الإدارات المحلية على إصلاح ومعالجة الاختلالات الهيكلية في المجتمع والخدمة المدنية.
نحن حريصون على تجنب تكرار السياسات السابقة التي افتقدت إلى الرشد السياسي والقيم الأخلاقية، ونسعى لتأسيس إدارة مدنية حديثة قائمة على العدالة والشفافية والمساءلة.
في ظل التحديات الراهنة، كيف ترون مستقبل الخدمة المدنية في حكومة التأسيس؟
مستقبل حكومة التأسيس يعتمد على تلبية المطلوبات العاجلة وأولها وجود رؤية موحدة لإنقاذ الاقتصاد المنهار وتحريكه نحو النمو السريع، لتدارك آثار الأزمات المتراكمة منذ دولة 56 و89.
كما بدأنا في تكوين جسم من الكوادر الشبابية المؤهلة، مهمتها تثقيف وتبصير المجتمعات وغسل رواسب المدرسة الأيديولوجية القديمة ذات الطابع العنصري، التي غرست في الناس روح الكراهية والجهوية.
هدفنا هو إعادة بناء الإنسان السوداني ونقله من دائرة الجهوية والعنصرية إلى دائرة الإنتاج والتعايش والسلام الاجتماعي، بعيدًا عن الصراعات التي صنعتها جماعات الإسلام السياسي.
ونؤمن أن حكومة التأسيس قادرة على تحويل السودان من مجتمع محارب إلى مجتمع منتج متماسك القيم والهوية.
كيف تنظرون إلى التحالف السوداني التأسيسي؟ وهل سيفلح في تحقيق تطلعات الشعب؟
أراه تحالفًا قيمًا أفرزته إخفاقات دولتي 56 و89 الفاشلتين.
نحن متفائلون بقدرته على تحقيق تطلعات الشعب السوداني، لكن هذا مرهون بقدرته على وضع حد فاصل لأسباب فشل التجارب السابقة، ووضع برنامج وطني حقيقي يُعيد الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة.
وماذا عن “الرباعية” ودورها في السودان؟
الرباعية تأتي برؤية كلية مستمدة من الإدارة الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط والقرن الإفريقي، ولكل دولة من دولها دور محدد ضمن تلك الرؤية.
لكن في منظورنا المحلي، دورها الأساسي يتمثل في محاصرة الفكر الإرهابي ووقف الحرب وتحقيق السلام، وهذه الأهداف تُعد مقبولة ما دامت تصب في مصلحة السودان واستقراره.
كيف تنظرون إلى دور الحركة الإسلامية في المشهد السوداني؟
الحركة الإسلامية – بصفتها حركة إرهابية فكريًا وسياسيًا – دمرت عقول الشعب السوداني، وعرقلت كل الاتفاقيات التي يمكن أن تحقق السلام.
هي تتبنى نهجًا تدميريًا ضمن دستور نشأتها وأدبياتها المعلنة، وتعمل على صناعة تيارات رافضة لأي اتفاق سلام.
من أبرز أمثلتها منبر السلام العادل الذي قاد حملة ضد اتفاقيات دارفور.
كما دأبت على تشويه صورة القادة الموقعين على الاتفاقيات بتهم الفساد الأخلاقي والسياسي، لإفشال أي مسار وطني جديد.
كيف تقيّمون قوات الدعم السريع سياسيًا وعسكريًا؟
نرى أن قوات الدعم السريع أنجزت ما عجزت عنه كل التحركات السابقة، سواء المدنية أو العسكرية.
وعليه، نعتبرها النواة الحقيقية للجيش السوداني القومي المستقبلي، مع ضرورة إخضاعها لعمليات تأهيل وتدريب قانوني وعسكري متكامل حتى تندمج ضمن مؤسسة وطنية موحدة.
وماذا عن الانتصارات الأخيرة للدعم السريع؟
هي انتصارات فاصلة في مسار الحرب، لأنها حولت أنظار الإقليم والعالم نحو السودان بأكمله، ورفعت الروح المعنوية لقوات الدعم السريع وكل مجتمع الهامش.
كما أنها مهدت الطريق نحو تفكيك معاقل النظامين القديمين (56 و89)، وفتحت الباب أمام ميلاد سودان جديد قائم على العدالة والمساواة.
كلمة أخيرة؟
أدعو كل القوى الوطنية إلى الابتعاد عن خطاب الكراهية والعنصرية، والالتفاف حول مشروع التأسيس الوطني الجديد القائم على العدالة، والمساواة، وإعادة بناء الإنسان السوداني بروح جديدة.



