سوما المغربي
إنه لنهج غريب الذي تتخذه السعودية في إنقاذ الجيش السوداني من التهالك وقفنا كثيراً عند مسألة التعاون بين الإخوان المسلمين وإيران والذي يمكن أن يكون مدفوعًا بمصالح سياسية واستراتيجية مشتركة، مثل معارضة الأنظمة السياسية في بعض الدول العربية أو مواجهة التحديات الإقليمية المشتركة بالرغم من إختلاف الآيدلوجيا الدينية، ولكن الموقف الذي كان خفيا وأصبح معلناً هو الدعم السعودي لهذه المليشيات.
نعم في بعض الأحيان، يمكن أن تتجاوز الخلافات الدينية أو الأيديولوجية لتحقيق أهداف سياسية أو استراتيجية محددة. هذا النوع من التحالفات يمكن أن يكون تكتيكيًا وليس بالضرورة انعكاسًا لتغيير في المعتقدات أو القيم الأساسية.
التدخل السعودي غير المقبول والمستهجن لصالح الجيش السوداني وفي دعم الجيش السوداني عزاه البعض لعدة أشياء منها المصالح الإقليمية ومكافحة التطرف والتأثير السياسي للعلاقات الإقليمية، لكن نرى أن جميع ذلك خارج عن سياق المنطق فالأجدر بدولة مثل المملكة السعودية أن يكون أقل مواقفها هو الحياد إن كان لديها حرص على السودانيين أو حتى على مصالحها بمنع تدفق أكثر لللآجئين السودانيين لعملت بنفس نهجها منذ بداية الحرب في التوفيق وجمع أطرافها نحو المصالحة كما كان في جدة سابقا، كما أن وجود قوات مشتركة عاصفة الحزم وهذه القوات مكونة من الجيش وقوات الدعم السريع فكان الأجدر أن يكون هناك موقف أخلاقي تجاه جهتين لهما نفس التعاون، وبنظرة حقيقية موضوعية البرهان فاقد للشرعية ويدير حكومة أمر واقع صرح المجتمع الدولي في العديد من المناسبات بعدم تقبله لها وأن على نظام بورتسودان تسليم الحكم للشعب بحكومة مدنية حقيقية وليست إلتفافاً.
السعودية تقدم دعمًا للجيش السوداني في عدة مجالات، بما في ذلك الدعم العسكري حيث قدمت دعمًا عسكريًا للجيش السوداني، بما في ذلك الأسلحة والعتاد العسكري، وكذا الدعم المالي بما في ذلك المساعدات المالية والاستثمارات، وقدمت الدعم اللوجستي بما في ذلك النقل والإمدادات، إضافة للتدريب والتعاون العسكري، فالسعودية قد قدمت تدريبًا وتعاونًا عسكريًا مع الجيش السوداني، بما في ذلك التدريبات المشتركة والتبادل العسكري.
التأثيرات لمواقف الدول المحيطة متباينة ولكن أقرب مثال على إضرار ذلك بالشعب السوداني هو حرمان الكثيرين من أداء حتى شعيرتي الحج والعمرة وهذا أحد تأثيرات الوضع الشائك للعلاقات السعودية مع الشعب السوداني، إن ما يحدث اليوم من دول المحيط الإقليمي له الأثر السالب على العلاقات مستقبلاً فمواقف الحياد والبعد عن الصراعات الداخلية هو الأفضل خاصة إستعداء شعب كامل وتجاهل المصالح العليا لهذا الشعب لصالح فئة يرفضها ويرفض وجودها.
سوما المغربي
يونيو ٢٠٢٤
