
سوما المغربي
على مر أيام الحرب طيلة السنتين وعلى رقعة أرض السودان البالغة ١.٩ مليون كيلو متراً، بلاد التنوع العرقي والغنى التاريخي والموارد التي تميز المواطن فيها وبثلاثة أرباع هذه المساحة بلون وحيد من ألوان رمزية العلم السوداني وهو اللون الأسود فقد عاش أحداثاً سوداوية تمثلت في الموت والحزن والخوف الذي تعددت أشكاله فهو هدف للطيران المتعمد قتل المواطنين هدف للتصفيات العرقية والإضطهاد بل حتى للتعذيب والتنكيل بسبب اللون والعرق حسب منطقيته وأصوله وهذه هي العنصرية التي أوردت إنسان هذه الأرض إلى التهلكة.
بنظرة لمآسي الحرب ليس الموت فقط هو غراب الشؤم فيها ولكن الجوع والفقر والتشرد كان الأكثر عصفاً بمواطني هذا الشعب فحينما يتحدث المجتمع الدولي عن المساعدات الإنسانية لشعب السودان كنا نتسائل إلى أين تذهب وهنا سنتحدث بواقعية أن مناطق سيطرة “الدعم السريع” عانى إنسانها من شح إن لم يكن عدم هذه المساعدات وأغلبها كانت تصل بورتسودان والعارف بملفات هذه المسألة يعلم أنها كانت حكرا على مدن سيطرة الجيش بل هي تجارة جنرالات هذا الجيش ومن طالت يده من مسؤولي حكومة بورتسودان فالأغذية التي كانت تدخل مساعدات للمواطن كانت تذهب إلى الأسواق وهذا لم يكن خفي بمكان على أعين المواطن والمانحين.
اليوم بعد إعلان “حكومة تأسيس” وجب أن يقف المجتمع الإنساني وقفة حقيقية لأجل شعب السودان المكلوم طيلة هذه السنتين وينظر إلى عدد من معسكرات النزوح بشمال وغرب دارفور وغيرها، وتجديد النظرة والتعامل مع ملف المساعدات الإنسانية لأن المواطن في أمس الحوجة لها وأرقام الجوع والمرض تتفوق على جميع الحسابات الأخرى، فهل سنرى دعم المجتمع الدولي و الإقليمي كما كنا نراه يرسو على شاطئ بورتسودان ومطارها؟!.
السوداوية لم تعني فقط الموت ولكن الأسوأ أنها كانت التمييز بين المواطنين في الإنسانية ذات نفسها وهذا هو الأنكأ والأكثر قبحاً وقد رافقها إستغلال بإسم المواطن الذي كانت حكومة بورتسودان تتسول المساعدات له وتذهب بها إلى الأسواق!.
اليوم أصبح ملف المساعدات الإنسانية هو الأهم في ظل حكومة تأسيس السودان الجديد ولكَم نتمنى أن يلتفت المجتمع الدولي و الإقليمي أيضا لذلك ويعلموا حقيقة مأساة المواطن.
وليت جميع الألوان تتحقق فتخضر حياة إنسان هذا الشعب وتبيّض عليهم الأيام وتنتهي حقبة معناة إستمرت عشرات السنين في عهد الظلم والمظالم الحالك السواد عليهم وهي مسؤولية الجميع أمام الله وأمام شرع الإنسانية.
سوما المغربي
مايو ٢٠٢٥