
سليمان أبكر سليمان
أوراق الأيام
متى يدرك الشعب الحقيقة؟
هناك أمران جوهريان تدركهما كافة القيادات السياسية في القارة الإفريقية، تمامًا كما تدركهما قيادة مليشيا الحركة الإسلامية في السودان:
الامر الاول : معركة الفاشر تمثل الفصل الأخير في مسرحية الاستعراض الدموي الذي سيُسجله التاريخ من عمر الدولة السودانية. وإن لم تكن هي المسمار الأخير في نعش الدولة، فهي حتمًا لحظة استحقاق تاريخي لا يمكن تجاهله.
الأمر الثاني. رغم الهزائم المتلاحقة التي مُنيت بها مليشيا البرهان، وعجزها عن إيقاف حالة الانهيار الأخلاقي والسياسي والعسكري، إلا أنها لا تزال تسعى يائسة لفرض واقع التهميش والظلم والعدوان على الآخرين، في محاولة بائسة للتمسك بالمشهد السياسي السوداني.
دلالات العمليات العسكرية الأخيرة: تشير الى ان المعارك التي يخوضها اشاوس قوات الدعم السريع في الفاشر والأبيض وشمال السودان، والتي تسير بتقدم واضح على مختلف المحاور، إلى ثلاث رسائل رئيسية وجهتها القيادة إلى الداخل والخارج:
رسالة إلى المجتمع الدولي:
الحرب التي تخوضها مليشيا الحركة الإسلامية ضد الدعم السريع، ليست فقط حرب سلطة داخلية، بل هي معركة بقاء مشروع الإخوان المسلمين في الوطن العربي، وإفريقيا، والشرق الأوسط. غير أن العالم بدأ يُدرك أن الدعم السريع يقف اليوم في صف الشعب، من أجل سودان مدني، ديمقراطي، يسع الجميع، ويتساوى فيه المواطنون في الحقوق والواجبات.
فضح نوايا السلطة:
أثبتت الوقائع أن حكومة البرهان لا ترغب في سلام دائم، ولا تسعى لاستقرار الشعب السوداني. بل على العكس، هي مستعدة لتمزيق السودان وتقسيمه إلى دويلات تخدم مصالح الحركة الإسلامية، حتى لو جاء ذلك على حساب دماء الأبرياء.
الشعب هو صاحب الكلمة:
في نهاية المطاف، الشعب السوداني هو من سيقرر مصير من يحكم، ومن يقف معه. لكنه اليوم يُرغم على تحمّل حرب طويلة وظروف مأساوية، فُرضت عليه من قبل سلطة ظالمة لم تكتفِ بالقتل، بل سرقت الوطن نفسه.
لقد بات من الضروري أن يدرك الشعب الحقيقة الكاملة:
الحرية والعدالة لا تُمنح، بل تُنتزع.
والتغيير الحقيقي لا يُصنع في بيانات المؤتمرات، بل في صمود الشوارع والميادين، وفي وعي الناس بأن بقاء الوطن يتطلب سقوط الطغيان.