محمود كاربينو يكتب: الكباشي في مناطق آمنة سقوط أوهام البرهان أمام الأشاوس

سقط خطاب جيش البرهان سقوطاً مدوياً قبل أن يسقط جنوده في الميدان ، لم يعد بالإمكان إقناع أحد بأنهم يملكون زمام المعركة ، ولم يعد بإمكانهم ستر هزائمهم إلا باختراع أوهام عن “سلاح كيميائي” لم يحقق أحلامهم سوى في مخيلتهم المهزومة ، كل حديث عن الأسلحة الفتاكة هو محاولة يائسة للهروب من الحقيقة، الهزيمة الميدانية المحققة أمام الأشاوس ، لقد انكشف عجزهم أمام الشعب والعالم وأصبح خطابهم الإعلامي مجرد صدى فارغ ، يفضحه الواقع الميداني لحظة بعد لحظة.
إن ما كان يُصور على أنه قوة عسكرية مذهلة أصبح اليوم مجرد خطاب إعلامي فاقد للشرعية والمصداقية ، الأكاذيب التي حاولوا تسويقها لم تعد تنطلي على أحد فقد كشفت الأحداث الميدانية كل ضعفهم واستسلامهم المبكر أمام إرادة الأشاوس، كل هزيمة للبرهان وكل فشل إعلامي يثبت للعالم أن هذه المؤسسة العسكرية قد فقدت البوصلة ، وأن أي محاولة لتجميل الهزيمة مجرد مسرحية مضحكة.
أما القيادة المهزومة فيتجسد فشلها بوضوح في تصرفات الكباشي ، الذي يتجول في مناطق آمنة بعيدة عن خطوط المعارك ، مستعرضاً بلا قيمة ميدانية بينما رجال الميدان يواجهون الطغيان ويكتبون النصر بدمائهم ، الانعزال عن ساحة القتال ليس فقط دليل ضعف جسدي ، بل انعكاس لانكسار معنوي وفقدان القدرة على المواجهة الحقيقية ، كل ظهور إعلامي لهم أصبح اليوم مقياساً لفقدان السلطة والقدرة وليس لأي إنجاز يُذكر.
في المقابل يسطع نجم الأشاوس الذين يكتبون الحقيقة بالدم والجهد ، ويثبتون أن القوة الحقيقية ليست في العتاد ولا في الشعارات ، بل في الإيمان بالقضية ، والصمود ، والإصرار على الانتصار ، كل خطوة يخطونها في الميدان تهز هيبة الجيش المهزوم ، وكل معركة يحققونها تضاعف إرادتهم وتثبت أن الطغيان مهما طال هو إلى زوال ، هؤلاء هم الذين يعيدون تشكيل المشهد العسكري والسياسي في السودان، ويجعلون كل أكذوبة للبرهان مجرد ذكرى محبطة لا أكثر.
سقطت أيضاً أوهام الحركة الإسلامية المتوهمة ، التي اعتقدت أن القوة الدينية والسياسية وحدها تكفي لفرض السيطرة ، لقد بات واضحاً أن مشروعهم العسكري والسياسي هش ، وأن كل خطاب عن حماية الدين والوطن لم يكن سوى واجهة لتبرير استبداد وانحياز لمصالح ضيقة ، مواجهة الأشاوس أكدت أن الشعب السوداني هو وحده صاحب الإرادة والقوة ، وأن كل محاولة لإقناع الرأي العام بعكس ذلك هي محاولات فاشلة ومكشوفة.
اليوم الأشاوس لا يحتاجون إلى أي وهم كي يصمدوا ، فالميدان يشهد لهم ، والنصر يقترب بخطواتهم الثابتة ، كل هزيمة للبرهان وجيشه هي شهادة جديدة على شجاعة وإرادة المقاتلين ، وكل تضليل إعلامي يحاولون صنعه لا يزيدهم إلا ثباتاً وإصراراً ، إنهم لا يهزمون الطغيان فحسب ، بل يهزمون مشروعاً بأكمله حاول أن يستعبد ويستبعد السودان ويختطف مستقبله.
في النهاية تتجلى الحقيقة بوضوح الجيش المهزوم ، الكباشي في مناطق آمنة ، وخطاب مليء بالأوهام ، مقابل الأشاوس الذين يكتبون مجد السودان الجديد بدمائهم ، الهزيمة ليست مؤقتة ، بل بداية لانهيار كامل لمشروع البرهان والحركة الإسلامية ، والشعب السوداني ممثلاً في الأشاوس ، هو من سيكتب الفصل الأخير في هذه المعركة ، وسيظل صمودهم دليلاً على أن الإرادة الحقيقية للشعب لا تُقهر ، وأن النصر حتمي مهما طال الزمن.