الرئيسيهجمعة حرازمقالات

إيران.. راعية الفوضى وخصم الاستقرار في الشرق الأوسط وأفريقيا

جمعة حراز يكتب

إيران.. راعية الفوضى وخصم الاستقرار في الشرق الأوسط وأفريقيا

في كل ركن ملتهب من هذا العالم الممتد من شواطئ المتوسط إلى ضفاف البحر الأحمر، ومن جبال اليمن إلى السهول السودانية، ثمة خيطٌ واحد يجمع بين الحرائق… إنه نفوذ النظام الإيراني، الذي جعل من التوسع الأيديولوجي والتخريب السياسي عقيدة راسخة، ومن دعم الفوضى وتغذية النزاعات مهمة لا تتوقف.
إيران ليست مجرد دولة ذات مشروع قومي، بل هي نظام عقائدي عابر للحدود، يتكئ على أذرع طائفية ومليشيات مرتزقة، لتفكيك الدول وإبقاء الشعوب في دائرة الدم والتبعية.
لقد دعمت نظام بشار الأسد في حربه ضد شعبه، وشاركت في ذبح السوريين بلا هوادة، متلحفة بعباءة “محور المقاومة”، في حين كانت تقصف الأحياء وتغتال الأحلام. وفي اليمن، نصّبت الحوثيين وكلاء لها، وحولت البلاد إلى ساحة صراع مزمنة، وفككت النسيج الاجتماعي والسياسي لوطنٍ كان يوماً سعيداً.
أما في ليبيا، فقد وضعت يدها في يد جماعة الإخوان، وضخت الأموال والسلاح والرجال لإشعال النزاع وبث الانقسام، فاختلط الدم الليبي بأجندة فارسية لا صلة لها بتراب ليبيا ولا طموحات أبنائها. وفي لبنان، بلد التنوع والتعايش، استثمرت إيران في حزب الله، وابتلع هذا الكيان الدولة، وخنق الاقتصاد، وحوّل البلاد إلى رهينة لقرارات ولاية الفقيه.
وفي السودان، دعمت نظام عمر البشير لعقود، وصمتت عن جرائمه، بل وساندته حين انتفض الشعب مطالباً بحريته، وها هي الآن تعود لدعم تيارات الإسلام السياسي مجدداً، لإعادة السودان إلى مربع الاستبداد، عبر وكلاء محليين يدّعون الورع ويتاجرون بالدين.
إنها ذات الأجندة، ذات البصمة السوداء، ذات المشروع الذي يلبس رداء الطائفية والمقاومة وهو يحمل في قلبه مشروع تفتيت الأوطان وإطالة أمد النزاعات.
والأخطر من ذلك، أن هذا المشروع الإيراني لا يهدد فقط دول المنطقة، بل يمثل خطراً مباشراً على الأمن العالمي، وخاصة الملاحة البحرية والتجارة الدولية. من مضيق هرمز إلى البحر الأحمر، تلوّح طهران وميليشياتها بالتهديد المستمر، كأنها تتنفس عبر خلق الأزمات وتغذية الحروب.
وبالتالي، فإن الحديث عن أي سلام دائم في الشرق الأوسط أو أفريقيا، هو وهمٌ إن لم يقترن بتقليم أظافر النظام الإيراني، وتحجيم نفوذه، واجتثاث أدواته التخريبية من الجغرافيا العربية والإفريقية. كما أن استقرار الملاحة العالمية وحركة التجارة لا يمكن ضمانه في ظل وجود هذا “المارد الإرهابي” الذي يهدد الاستقرار كلما شعر بالاختناق الداخلي.
إن النظام الإيراني ليس خصماً سياسياً فحسب، بل هو منظومة تُعيد إنتاج العنف والفوضى كلما سنحت لها الفرصة.
وحتى يعود السلام الحقيقي وتتحقق السيادة للدول، ويزدهر الإنسان في وطنه بلا وصاية ولا احتلال مقنع، فلا مناص من وقف تمدد هذا النظام، وتفكيك بنيته العابرة للحدود، ومحاسبته على ما جلبه من مآسٍ وويلات للعالم.
العالم لن يعرف الاستقرار ما دام نظام طهران ينفخ في نار الحروب…
ولن تهدأ شعوب المنطقة إلا بعد إسقاط راية الإرهاب التي يحملها خامنئي باسم الدين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى