الرئيسيهمقالات

سليمان أبكر سليمان: كامل إدريس أورتيغا.. الكولومبي

أوراق الأيام

فشل رئيس وزراء سلطة بورتسودان كامل إدريس في فرض نفسه، وأكد أنه تمامًا “جرتق”، إذ لم يستطع التصريح بأي شيء يخص زيارة البرهان إلى سويسرا. لكنه خرج بمسرحية جديدة من مهازل حكومة بورتسودان، حيث ظهر في تسجيل مصوَّر متحدثًا بالإسبانية، موجِّهًا حديثه إلى الشعب الكولومبي، وكأن السودانيين قد استمعوا إليه حتى يسمعه الكولومبيون!

يبدو أن قصة المرتزقة الكولومبيين هي مجرد “حجوة ما قبل النوم” التي يستخدمها نظام الحركة الإسلامية لقطيع الأطفال المؤيدين لحربه. والحقيقة أن أي حكومة محترمة في العالم، عندما تمتلك أدلة موثوقة كما يدَّعون، تسلك الطرق الدبلوماسية والقانونية التي تحفظ حقها، وتدعم موقفها أمام الخصوم، وتفتح لها حججًا أمام المجتمع الدولي لتبرير حربها المرفوضة دوليًا.

والأغرب من ذلك أن الرئيس الكولومبي نفسه تدخّل مطالبًا بالتحقيق. لكن بدلاً من السير في هذه الخطوات عبر السفارات ووزارة الخارجية، تصر حكومة بورتسودان على استخدام الموضوع للاستهلاك الإعلامي فقط، ومخاطبة أعوانها في الداخل.
فما الذي تخشاه حكومة بورتسودان؟
هل تخاف من انكشاف حقيقة لا ترغب في ظهورها؟
كان الموقف كوميديًا للغاية أن يخرج رئيس وزراء متحدثًا بلغة يجهلها، وأداؤه حتى بعد التلقين يشبه تلميذًا يخطو أولى خطوات القراءة في رياض الأطفال. وهنا يطرح السؤال نفسه:
لماذا لم يتحدث بالعربية، أو حتى بالفرنسية التي يجيدها كونه مواطنًا سويسريًا، ثم يُترجم خطابه إلى مختلف اللغات إن أراد؟
الجواب ببساطة: لأن المستهدف بخطابه ليس الشعب الكولومبي الذي لا يهتم حتى بخطابات رئيسه، وإنما هو مجرد استعراض سطحي وساذج لقطيع الداخل.
كامل إدريس يعيش حالة ضياع؛ موجود كديكور لا قرار له ولا عمل، ويبحث عن لفت الأنظار عبر الظهور في المقاهي والشوارع، ظانًّا أن هذه الممارسات الجاهلة تعجب الجهلاء والأغبياء، تمامًا كما يفعل البرهان، في بحث دائم عن “ترندات الغباء”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى