وضع حجر أساس السودان الجديد

نسايم الدُغش
علي يحي حمدون
بالأمس تابع العالم بأسره المؤتمر الصحفي لتحالف السودان التأسيسي ” تأسيس” الذي أُقيم بولاية جنوب دارفور في حاضرتها نيالا البحير، والذي يُعتبر بمثابة وضع حجر أساس للسودان الجديد الذي تسوده الحرية والسلام والعدالة، حيث هتف الحضور بعبارة نيروبي الشهيرة “سودان جديد يتقدم….سودان قديم يتحطم”، يتقدم السودان بهذا التنوع المجتمعي المهول الذي شاهدناه بالأمس، يتقدم السودان بهذا الوعي الجمعي للمجتمعات السودانية التي أيقنت حتمية التغيير للأفضل والحفاظ على ما تبقى من نسيج إجتماعي هتكته الحركة المتأسلمة طيلة ثلاث عقود عِجاف تشرّد فيها من تشرّد ونزح فيها من نزح ولجأ فيها من لجأ، وفي المقابل يتحطم السودان بتلك الأفكار الهدّامة التي أقعدته من اللحاق بركب الأمم المتقدمة رغم ما يمتلكه من موارد ضخمة أُستخدمت أسوأ الإستخدام لتكريس وتمكين الأنظمة العسكرية وبناء أنظمة ديكتاتورية إحتكرت أدوات العنف لتخويف شعوبها رغم مشروعية المطالب.
أنظمة ديكتاتورية أستخدمت الدين لتنفير المجتمعات السودانية المختلفة لا لتجميعها و توحيد قدراتها الخارقة في البناء والتعمير، أنظمة قمعية إنطلقت من سياسية “فرّق تسُد” لتُعمّر في الحكم مستندة على التفرقة العنصرية والقتل والتنكيل علي أساس اللون والعرق والجِهة.
تواثق مؤتمرو نيروبي في فبراير من العام الماضي بأن الإعلان سيكون من داخل الأراضي السودانية وهذا ما كان، حيث أوفوا بعهدهم وأُقيم المؤتمر في نيالا البحير التي تزينت في أبها صورها لإستقبال هذا العُرس التاريخي في الأول من يوليو من العام خمسة وعشرون والفين.
تشكيل الهيئة القيادية لتحالف السودان التأسيسي تضمن تنوع فريد من مختلف السودان شرقه وغربه وشماله وجنوبه ووسطه وهي اللوحة المفقودة منذ إستقلال السودان الخارجي وبعد الهيمنة علي السودان الداخلي عبر مجموعات معينة ظلت تحتكر السلطة لأكثر من ثلاثة عقود من الزمان.
إدارة هذا التنوع الفريد سيكون عامل قوة في بناء وتأسيس السودان الديمقراطي العلماني الفيدرالي الجديد حيث يجد الكل نفسه فيه بغض النظر عن دينه او لونه وعِرقه وجهته، فتأبي الرماح إذا أجتمعن تكسرا وإذا أفترقن تكسرت أحادا.
فعلي القائمين على أمر التحالف أن يسعوا أكثر لتوطيد وتماسك اللُحمة الداخلية التي مزقتها الحركة الإسلامية عبر الزمان، وأن هنالك الكثير من المشاريع والبرامج في إنتظارهم، حيث عقد الشعب عليهم الآمال والطموح لتخليصه من قبضة الأنظمة الفاسدة.
لاحت بشائر حكومة السلام والوحدة في الأُفق وأصبحت غاب قوسين أو أدنى وهي لحظة فارقة في تاريخ السودان المعاصر، ظل ينتظرها الشعب السوداني علي أحرّ من الجمر لتقوم بمهامها بعد أن جردته الحركة الإسلامية الإرهابية من سودنته وإستخراج أوراقه الثبوتية واللعب بعملته الوطنية حيث تشاء وكيفما تشاء، بل وإقامة إمتحانات الشهادة السودانية في مناطق معينة وتهميش أُخرى لكن هانت وإقترب النهار.
سنلتقي بإذن الله تعالى…