
الدعم السريع هو الضامن لمطالب الثورة وقضية الهامش ونبارك للقائد رئاسة حكومة (التأسيس)
(…..) هكذا تعرّضنا لخيانة كبيرة من داخل دائرة الإعلام عن انطلاقة حرب 15 أبريل!
من المفارقات أن أكثر من استفادوا وأكلوا حلو المؤسسة خرجوا علينا يشتموننا من خارج الحدود!
نيالا تعيش اليوم حالة من الاستقرار والأمن بفضل حملات الظواهر السالبة
شباب الإعلام حملوا السلاح بيد ودخلوا المعارك، وفي الأخرى القلم لنقل الحقائق
حوار: إيناس لنقبة
في لحظة تتداخل فيها السياسة مع الميدان، وتحتدم فيها الرؤى بين مركز متشبث وسودان جديد يتشكل، يطل علينا أحد أبرز الوجوه الإعلامية داخل قوات الدعم السريع، الشاب محمد علي زكريا يوسف المعروف بـ(أبو رهف)، ليروي قصة انخراطه المبكر في هذه المؤسسة، ومسيرته الطويلة داخل دائرة الإعلام، وما واجهها من خيانات، بالإضافة إلى رؤيته لمستقبل السودان من خلال مشروع “دولة التأسيس”. في هذا الحوار، تحدث أبو رهف عن أبرز محطات العمل، وعن الدور الحقيقي الذي يلعبه الإعلام في معركة الوعي، وأدلى برأيه في الوضع الأمني بجنوب دارفور، وأرسل رسائل قوية إلى حكومة التأسيس، وإلى رفاقه في الميدان، وإلى الإعلام الوطني. فإلى مضابط الحوار:
تضحيات الشهداء في مسيرة قضية الهامش كانت ثمنًا لواقع الحال اليوم؟
أترحّم على أرواح الشهداء الذين قدموا أرواحهم الغالية فداءً لقضية الهامش، وأسأل الله الشفاء العاجل للجرحى والمصابين، فهؤلاء هم النواة الحقيقية للتغيير، وهم الأساس لما توصلنا إليه اليوم من انتقال.
متى انضممت إلى قوات الدعم السريع؟
كنت من أوائل الدفعات المنضمة إلى قوات الدعم السريع، وذلك منذ العام 2013، وكنت أتبع آنذاك لمجموعة طيبة الحسناب، وما زلت أواصل العمل في القوات، وأشغل حاليًا منصب المدير الإداري بدائرة إعلام الدعم السريع.
كيف بدأت تجربتك داخل إعلام الدعم السريع؟
في عام 2017، كانت بداية تجربة الإعلام داخل الدعم السريع من خلال “مركز تقانة المعلومات والتطوير”، ثم انتقلت إلى إدارة الإعلام الإلكتروني، إلى أن وصلت إلى دائرة إعلام الدعم السريع التي تمثل اليوم واجهة إعلامية متقدمة للقوات.
ما أبرز التحديات التي واجهتكم في مسيرتكم الإعلامية؟
في الخامس عشر من أبريل، تعرّضنا لخيانة كبيرة جدًا من داخل دائرة الإعلام نفسها، عندما التحق بعض منسوبيها بقوات العدو (الفلول والفلنقايات)، وذلك بدافع الانتماء العرقي والجغرافي. لكن رغم هذه الطعنة، ظللنا صامدين، وقمنا بإعادة ترتيب الدائرة، وتدريب وتأهيل شباب ينتمون لقوات الدعم السريع، ووزعناهم في المحاور والميدان لنقل الحقائق للرأي العام حول قضية الهامش.
هل صدمت في بعض الزملاء؟
كثر – للأسف – أكلوا حلو الدعم السريع وطعنوه من الخلف، البعض منهم لم يسلم حتى عهدة المؤسسة وهرب بها. جزء منهم نحترمهم لأنهم اختاروا لحظتها الحياد وأصبحوا صامتين، لم يؤذونا بكلمة. لكن من المفارقات أن أكثر أولئك الذين استفادوا خرجوا علينا يشتموننا ويسبوننا من خارج الحدود.
مواقف عصيبة مرت بها الدائرة بعد أن تقطعت سبل التواصل وقطع الإنترنت وحجب المواقع؟
نعم، صحيح، في ذلك الوقت تعرّض كثير من الشباب لمخاطر الموت وقصف الطيران ودوي المدفعية في سبيل البحث عن موقع يتم منه نشر أو إرسال مادة إعلامية واحدة. وللأمانة، حمل كل منسوبي الدائرة في تلك الأيام الأولى السلاح ودخلوا المعارك، وعند المساء يحملون سلاحًا آخر وهو القلم لتسطير ما أنجزوه. كانوا قدر التحدي.
تمسكتم بالدعم السريع كمؤسسة تحمل هدفًا؟
إيماني بالدعم السريع إيمان قاطع، فهو المؤسسة الوحيدة التي تُجسّد وتدافع عن مطالب ثورة ديسمبر المجيدة، وعلى رأسها الحرية، والسلام، والعدالة، والديمقراطية. هذه المؤسسة تنتمي إلى الهامش، وتحمل طموحات الناس العاديين، وهي الصوت الحقيقي للتغيير.
الوضع الأمني في جنوب دارفور
كيف ترى الوضع الأمني في ولاية جنوب دارفور حاليًا؟
ولاية جنوب دارفور، وتحديدًا مدينة نيالا، تعيش الآن حالة من الاستقرار الأمني بفضل الله، ثم بفضل الدعم السريع، وبالأخص الجهود الكبيرة التي بذلها القائد عيسى آدم غباشي، الذي حارب الظواهر السالبة، وكرّس الأمن في الولاية.
ما هي رسالتك إلى حكومة التأسيس؟
رسالتي إلى حكومة التأسيس واضحة: نحن كدعم سريع نقف معكم قلبًا وقالبًا. أنتم تخدمون المجتمع، ونحن نوفر له الأمن. وبالإرادة المشتركة، سنبني وطنًا جديدًا، لا مكان فيه للإقصاء أو الهيمنة.
وماذا تقول لرفاقك في الصفوف الأمامية؟
أبعث بتحية فخر لكل القادة والضباط وضباط الصف والجنود الذين صبروا وثبتوا في ميادين القتال، وكانوا خنجرًا مسمومًا في صدور الفلول والفلنقايات. أنتم درع الثورة الحقيقي، ودماؤكم وقوتكم هي التي تمهد لولادة السودان الجديد.
ما كلمتك للقائد الأعلى بعد توليه رئاسة دولة التأسيس؟
أبارك للسيد القائد توليه منصب الرئاسة في دولة التأسيس، وأبارك لكل الرؤساء والحكام والأعضاء الذين ضحّوا وسعوا من أجل الهامش. أقول لهم: مبروك حرية السودان، ومبروك التأسيس، وأسأل الله أن يوفقكم في خدمة البلاد والعباد.
ما تقييمك لدور الإعلام الوطني، وهل من رسالة خاصة؟
هنا لا بد من الإشادة بصبر الأخ الطيب خليل، رئيس دائرة الإعلام، رجل يعمل في صمت لا يحب الضوضاء والشوفانية، وقد كان دافعًا لكل الطاقم للعمل في أحرج الظروف. لذلك تحملنا معه كل تلك الأيام العصيبة، وقد فقدنا كثيرًا من البنية التحتية للعمل الإعلامي، وبدأنا مشوار الترتيب من جديد، وقد قمنا باستعاضة جزء مما فقدناه من كادر وتم تدريب هؤلاء الجدد في عز أوزار الحرب. أدعو الله أن يعين جميع الإعلاميين في أداء رسالتهم النبيلة. كل أفرع إعلام الدعم السريع من مراكز إعلامية خرجت في تلك الأيام من دائرة الخدمة، ولم يتبقَّ سوى إعلام مكتب القائد ودائرة الإعلام ومركز الحدث، والذي دفع بصحيفة الأشاوس لتقوم بدور إعلامي كبير. والتحية هنا لكم، ولمدير المركز الأخ علي رزق الله الفاروق، وكل القيادات الإعلامية التي ظلت على المبدأ تعمل من أجل القضية.