الرئيسيهحوارات

رئيس شعبة إعلام الدعم السريع بغرب دارفور _ المراسل الحربي محمد جابورة في دردشة مع صحيفة (الأشاوس)

 

 

 

 

(…) هكذا حوّلت استخبارات الجيش الحرب في الجنينة إلى مواجهات مرعبة أشد من تلك التي شهدتها الخرطوم

 

 

(…) في هذه المرحلة تدخّل الفريق عبد الرحيم وحُسمت المعركة وهرب جيش (الفلول)

 

 

(…) هذا الضابط (الفلولي) هو من وجّه بضرب المواطنين في الأحياء وقتل النساء والأطفال!

 

 

من القصص المؤلمة في الحرب.

 مقتل خمسة أطفال وإصابة زوجة ووالدة أحد الاخوان بقصف الجيش!

 

 

عثرنا على خريطة داخل مقر الفرقة 15 مشاة في الجنينة توضح الأحياء المرشحة للقصف الجوي

 

 

قواتنا وقفت محايدة في بداية الأمر لأن حرب الجنينة كانت قبلية وقادة الجيش كانوا سببًا رئيسيًا فيها!

 

 

 

 

حوار: موسى يوسف مساجد

 

 

 

محمد جابورة عمل في مجال الإعلام لما يقارب سبع سنوات دون كلل أو ملل. شخص صبور، من خيرة الناس خُلقًا وأخلاقًا، حسن السيرة وطيب المعشر. من (الأشاوس) الذين صمدوا يوم الزحف، وظل ثابتًا يوم إطلاق رصاصة الغدر في 15 أبريل، يحمل البندقية والكاميرا لينقل الأحداث من قلب الميدان. له مواقف كثيرة، وها هو يفتح قلبه لـ(الأشاوس) في حديث خاص:

 

جابورة، هل لك أن تعرّفنا بنفسك؟

 

 

أنا محمد إدريس جابورة، رئيس شعبة الإعلام بولاية غرب دارفور – الجنينة.

 

 

أهلًا بك في صحيفة (الأشاوس)؟

 

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. سعيد جدًا بهذه الاستضافة، فصحيفة (الأشاوس) أصبحت تنقل صوت “الجاهزية” والمهمشين من قلب الميدان، فكل التحية لفريق الصحيفة من الإدارة والتحرير، وأسأل الله لكم التوفيق.

 

 

حدثنا عن مسيرتك في دائرة الإعلام؟

 

 

بعد تخرجي من الجامعة التحقت بقوات الدعم السريع، وكنا مؤمنين بأنها قوة نظامية عسكرية قوية بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، رئيس تحالف التأسيس، ونتمنى له التوفيق في قيادة السودان الجديد، سودان بلا جهوية ولا عنصرية.

قوات الدعم السريع لها دور كبير في حماية المواطنين، ومحاربة الظواهر السالبة كالمخدرات والتهريب والهجرة غير الشرعية. عملت في العمليات العسكرية ثم التحقت بدائرة الإعلام، حيث شاركت في تغطيات إنسانية، منها السيول والأمطار، وأسهمت في الجوانب الاجتماعية. أعمل منذ نحو 7 سنوات في الإعلام، وأنا الآن في الفرقة الثالثة دعم سريع – الجنينة.

 

 

كيف واجهتم التحديات مع بداية الحرب؟

 

 

الحرب بدأت بالغدر، ولم نكن نتوقع هجومًا من عناصر الجيش والحركة الإسلامية. انطلقت الرصاصة الأولى من المدينة الرياضية، حيث كنا نعمل معًا ضمن نفس المنظومة، لكن تمّت خيانتنا. الدعم السريع وقف إلى جانب الثورة والتحول الديمقراطي، وهذا ما دفع عناصر النظام السابق، مثل البرهان، علي كرتي، ياسر العطا، وأنس عمر إلى التآمر علينا، وكانت تصريحاتهم واضحة: {ما في أرجل من الحركة الإسلامية، نهزم الدعم السريع في ست ساعات}. لكننا واجهناهم بثبات.

 

 

لجنينة كانت ساحة صراع مبكر.. كيف جرى تحرير الفرقة؟

 

 

في البداية وقفنا على الحياد، فالحرب كانت قبلية وأهلية. قادة الجيش والاستخبارات حرّضوا وسلّحوا بعض القبائل ضد أخرى، فاستمرت الحرب 58 يومًا وكانت مرعبة، بل أشد من حرب الخرطوم. بعد أن هدأت الأوضاع، بدأنا تأمين المدنيين، وشُكلت “مبادرة أهل الجنينة” لتقسيم تأمين المدينة بيننا وبين الجيش، لكن الجيش أخلّ بالاتفاق. تسللت الحركات المسلحة إلى داخله، ووقعت مجازر بشعة في أردمتا.

 

عندما فشل الاتفاق، تدخّل الفريق عبد الرحيم دقلو وأمهل الجيش للالتزام، لكنهم رفضوا، فاندلعت الحرب مجددًا، واستمرت نحو خمسة أيام، تمكنّا بعدها من تحرير الفرقة 15 مشاة. استقبلنا المواطنون بالزغاريد، وكانت لحظة لا تُنسى.

 

 

س: ما أبرز المواقف الحرجة التي واجهتموها؟

 

 

القصف العشوائي على الأحياء كان مأساويًا. وجدنا خرائط تبيّن أحياء مرشحة للقصف مثل أم دوين، النسيم، الصفاء، الشاطئ وغيرها. قُتل أطفال ونساء وكبار سن لا علاقة لهم بالحرب. أحد المواقف المؤلمة قصف منزل الأخ ساير أرباب، حيث فقد خمسة أطفال وأُصيبت زوجته ووالدته.

 

 

موقف لا يُنسى بالنسبة لك؟

ج: تحرير الفرقة 15 مشاة، وتدافع الناس نحوها سيرًا على الأقدام. كانت فرحة عارمة رغم الألم والحزن، وكانت لحظة عز وكرامة.

 

 

وماذا عن تفاعل أهالي الجنينة؟

 

 

الجنينة كانت حاضرة في المعركة، وشاركت بقوة. فهذه حرب دفاع عن النفس، بعد أن وصفتنا الحركة الإسلامية بأننا “مستوطنون جدد”، ووصفوا أهل الهامش بأنهم لا ينتمون للسودان. أبناء الجنينة ضحّوا وقدموا الشهداء، وهذا ما يجعلنا نؤمن أكثر بعدالة قضيتنا.

 

وماذا عن إشادة القائد بالإعلام الحربي؟

 

 

السيد القائد الفريق أول محمد حمدان دقلو أشاد بدور الإعلام، ووجّه بأن يكون هناك ست كاميرات في كل تحرك. هذا يعكس أهمية الإعلام في المعركة، سواء في رفع الروح المعنوية أو توثيق المواقف.

 

 

رسالة منك إلى (الأشاوس)؟

ج: أقول لهم: الإيمان بالقضية ضروري، وتنفيذ التوجيهات من القيادة واجب. التصوير العشوائي في الميدان خطر ويشتت التركيز، فالحرب اليوم متطورة وتشمل المسيرات، ولا بد من تحكيم العقل الإعلامي وحماية القوة.

 

 

وأخيرًا، ماذا تقول للقائد؟

 

 

نبارك لك التكليف يا سيادة القائد، ونحن على يقين بأنك أهل للتحدي. نأمل أن يتحقق على يديك حلم المهمشين ببناء سودان جديد، خالٍ من الكيزان ومن الإرهاب. نحن معك، واثقون في حكمتك وقدرتك، ونسأل الله أن يوفقك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى