
نسايم الدُغش علي يحي حمدون
إن حكومة السلام “تأسيس” التي شُكلت حديثاً مما لا شك فيه أنها حكومة سلام حقيقية تُهدف لتوطيد دعائم السلام والمحافظة علي وحدة الأراضي السودانية في إطار الوحدة الجاذبة وقبول الآخر بمختلف سحناتهم ولهجاتهم وأديانهم، لكن ذلك لا يمنع أن تكون حكومة حرب لمجابهة عنف دولة الأقلية المركزية وتحمي المواطن من قصف طيران الحركةالإسلامية ومسيراتها، فالسؤال الذي يتبادر للذهن لماذا تأخر تعيين وزيراً للدفاع لهذه الحكومة ليُشكل غرفة عمليات مشتركة من كل القوات الموقعة علي ميثاق تأسيس، هذه الحرب لم تعُد حرب الدعم السريع وحده بل حرب كل الهامش الذي ناضلت من أجله تلك الحركات الموقعة علي ميثاق تأسيس، فالمشاركة في السلطة تستدعي تقديم تضحيات في الوقت الراهن، فللحرب متغيرات وظروف وإستراتيجيات، وأن حكومة الأمر الواقع ببورتسودان هي التي رفضت مناشدات السلام وكل المبادرات التفاوضية والإنسانية سواء في جدة أو المنامة أو جنيف، وكما قيل فقد تمسكنت الي أن تمكنت وأستقوت.
تعيين وزيراً للدفاع لحكومة السلام هو الحل لمعالجة الخلل ومواطن القصور في كل جبهات القتال، والذي بدوره يُعين هيئة عملياته وجهاز إستخباراته وهيئة إمداده، وإستجلاب طيران حربي وبالتالي إحكام القبضة الحديدية علي مناطق السيطرة والتفكير خارج الصندوق بتنظيف وتحرير مناطق جديدة، فتعيين وزيراً للدفاع يجعلك متمسك بزمام المبادرة محدداً متي وكيف تتبدأ الهجوم وبالتالي تُربك حسابات العدو وتجعله دائماً في موقف المدافع.
فلا يمكن لقوات هجومية سريعة الحركة أن تتخندق للدفاع ورغم ذلك لا تتبع إستراتيجيات الدفاع المعروفة من حفر للخنادق وإنشاء الدوشم والتمشيط المستمر.
تعيين وزيراً للدفاع يمنع هذا المرج والهرج الذي إنتشر في مناطق السيطرة من بيع للأسلحة والذخائر والوقود والمواد التموينية، ويفرض واقع رقابي بوضع قوانين رادعة لكل من تسول له نفسه العبث بممتلكات الدولة أو بمستقبل الهامش.
تعيين وزيراً للدفاع يعني أن أي هجوم مستقبلي يسبقه وضع للخطط والإستراتيجيات العسكرية الكفيلة بصناعة فارق ميداني قوي، بعيداً عن المثالية التي نستخدمها دائماً، فالعدو جاء للمعركة لقتلك فإن لم تُبادر أنت فسيسبقك ويحقق أهدافه.
علي الحكومة التعجيل بتعيين وزيراً للدفاع اليوم قبل الغد فلا يمكن أن تُنشئ دولة بدون وزارة دفاع، ولا يمكن أن تُقاتل عدو لا يمتلك خُلقاً ولا ديناً أو مبادئ إنسانية، دون خطط وإستراتيجيات عسكرية محكمة تُصعّب عليه التقدم والإنتشار.
سنلتقي بإذن الله