الرئيسيهمقالات

التسمية حرب.. التصنيف هو الإبادة

ظلت الدوائر منذ سنين طويلة في دهاليز رسم السودان كدولة تصنع نفس المنتوج وهو خلق الحروب والصراعات داخل هذا البلد وكان المخطط والمنفذ واحد هو تيار السيطرة للنظام الفلولي وأجهزته الأمنية والشعبية.
كانت الوسيلة للتفرقة وخلق الفتن بين المكونات المجتمعية لإغراقها في فوضى الحروبات والدمار على مر عقود طويلة فكان ضرب الهامش ببعضه ليظل منشغلا بأن يفني بعضه وتتناحر قبائله وأبناء مناطقه ويكون كل ما يشغلهم هو دائرة صراع غير حقيقية لأنهم في النهاية لا ينتبهون أنهم أبناء بلد واحد.
هذه الملهاة التي أحكمت خيوطها حول قبائل غرب السودان ببعضها والتي هي من أبناء العمومة الواحدة،وقبائل حدود التماس بالقبائل من الجنوب التي ظلت َمجاورة لها بل مصاهرة لها، وكل هذا حتى لا يكون هناك تتمدن وعمران وتنمية فيأتي التعليم والوعي ويطالب أبناء هذه المناطق حقوقهم في الحرية والعدالة والمساواة، فالجهل هو العدو اللدود للتقدم، وآخر هذه الحروبات هي حرب أبريل التي أراد (فلول) النظام الإخواني الإرهابي إيهام العالم بأنها حرب عسكرية في حين أنها حرب مواطنة يريدون بها التخلص من هذا الهامش الذي يملك الثروات، وإن لم يتخلصوا منه يريدون القيام بفصله كما حدث مع جنوب السودان من قبل، كل هذا لأجل دولة الفساد النخبوي السلطوي ليعيد نفسه وهو ليس سوى (لص موارد)، بعد أن يئس من كل السودان إختار آخر رقعة له فيها وهي شرقه ليتمتع بثرواتها من إيرادات الذهب وموانيها ويذل إنسانها ويستعبده، ولكن في سبيل ذلك أقامت الحركة الإخوانية الإرهابية حرب أبريل لتكون سلاحها في ذلك فضمنتها كل ما يمكن أن يشق النسيج المجتمعي للإنسان السوداني فأعتقلت وأرهبت ووجهت النيران وأطلقت المقذوفات تجاه الشعب الذي رفض وجودها وثار ضدها وكانت المشاهد الأخيرة أنها أستخدمت حتى الأسلحة الكيميائية في مناطق مأهولة بالسكان نعم إنها الإبادة التي تحدث عنها البشير من قبل ورفضها أصحاب الضمير من أبناء هذا الشعب.
اليوم بعد كل هذا القتل من قبل مليشيات جيش الحركة الإسلامية الإرهابية يخرج قائد الجيش الفريق البرهان الذي ينطق كذباً وبهتانا ويقول نحن ننشد السلام ثم يقول نحن لآخر يوم في حربنا ضد التمرد، أي إنفصام في الشخصية هذا بل هو ذهان، فهل يعقل هذا!!.
آخر مطاف هذه الحرب هو القصاص الذي سيأتي عاجلا أم آجل لأن حق المغدورين من هذا الشعب الذين سرقت ثرواتهم وقتل أبنائهم وشردوا بين أصقاع الأرض ونزحوا فارين يحنيهم الجوع والمرض، هو قصاص سيأتي على رقاب الجناة الذي أسموها حرباً لكنها في حقيقتها هي إبادة لإنسان السودان وحياته ومحو لوجوده وسلامه.

سوما المغربي
يونيو ٢٠٢٥

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى