
اغنية كان لها وقع مختلف سطرها الشاعر الكبير إسحق الحلنقي وتغنى بها فنان إفريقيا وردي، كانت تجسد رحلة سرب من الطيور في موسم الخريف الذي دائما ما يكون شاقا على الطيور،
هجرة عصافير الخريف
فى موسم الشوق الحلو
هيج رحيلا مع الغروب
احساس غلبنى اتحملو
وكتمت اشواق الحنين
داير الدموع يتقلو
ورجعت خليت الدموع
ينسابو ..منى وينزلو
رحلة لا تقف على الطيور المهاجرة فحتى المغتربين لأسباب إقتصادي تمثل رحلة شاب أو رب أسرة لمكان آخر فارق اهله وأسرته وبلده لظروف تحمله على المغادرة لدول أخرى في حالك غربة و بعاد عن الأحباب والأهل وتبقى الذكريات والأغنيات تسرية لهم في هذه الغربة، والآن مضى أكثر من عام صارت الهجرة فيه قسرية بسبب الحرب فطيور هاجرت من الخرطوم للولايات ولبعض دول الجوار بحثا عن الأمان كذلك الطائر الذي جسده الحلنقي بحثا عن الأمان وأتى خريف الذين هجروا ديارهم مختلفا لأنهم غادروها رغما وهم يحلمون بحنين العودة للديار والأهل والأحبة والاماكن.
رحلة عصافير الخريف تجسيد لرحلة الإنتقال مكرها وليس طوعا لمكان آخر ونحن نعلم يقينا أن حاليا كل السودانيين الذين لجأوا لدول الجوار ونزحوا للولايات يحلمون بالعودة لستظلوا بمنازلهم مرة أخرى
مين علمك أسف الوداع
وعارف دا ما اول سفر
لبلاد بعيدة بدون متاع
زى ما بتخافي من الرياح
بنخاف كمان نحن الضياع
وهذه الأبيات تجسد تلك الحالة من الخوف والتوهان في ألم الفراق للأهل والأماكن والضياع مما عاشته تلك الطيور المهاجرة وخوف الوحشة في المنافي والضياع فيها
وانا حالى فى بعد الوطن
دفعنى ضي العين تمن
وهنا مفارقة الوطن ومشاعر يكتنفها حزن ياخذ الروح وسكينتها والشاعر جسد فيها ذات الإحساس المشترك بين هذه الطيور المهاجرة وساكني البلاد ممن فارقها كرها، وينتظر يوم العودة إليها.