الرئيسيهمقالات

توازنات القوة تتبدل: قوات الدعم السريع ترسم ملامح المرحلة المقبلة بتحالفات استراتيجية وتقدم ميداني

جمعة حراز يكتب :

في خضم تحولات جسيمة يشهدها الوطن، وفي ظل فراغ سياسي وأمني تمدد لسنوات، تنبري قوات الدعم السريع في هذه اللحظة التاريخية لتكتب فصلاً جديداً من فصول الصمود والتحول. لم تعد مجرد قوة عسكرية تقاتل في الأطراف، بل باتت قوة وطنية تتقدم بثقة صوب مركز القرار، حاملة معها مشروعاً يستند إلى إرادة الجماهير، وعدالة القضية، وشرعية الفعل المقاوم.
تقدم قوات الدعم السريع في عدد من المناطق الجديدة لم يكن فعلاً عسكرياً معزولاً، بل هو امتداد طبيعي لحراك شعبي وجد فيها معبراً عن آماله وأحلامه في الانعتاق من القهر والتهميش والاستبداد. ومع اتساع رقعة السيطرة، لم تسعَ القوات إلى الانتقام أو الإقصاء، بل مدت يدها للسلام، معلنة تحالفات وطنية مع القوى التي تتقاطع معها في الرؤية والمصير، مناداةً بسودان جديد يتسع للجميع…
إن هذا التقدم الميداني يجيء كتعبير حقيقي عن انحياز الدعم السريع لقضايا الأمة، وكمؤشر على وعي عميق بضرورة تجاوز المعارك التقليدية إلى معارك البناء والعدالة وتأسيس حكم مدني ديمقراطي حقيقي. فهو ليس انتصاراً على خصم بعينه، بل على منظومة قديمة ظلت تعرقل مشروع الدولة السودانية الحديثة…..
في هذه اللحظة الفارقة، تتشكل لوحة الوطن من جديد، وتُرسم بالأمل والبسالة والشراكة. إنها دعوة لكل سوداني وسودانية أن ينظروا إلى ما وراء ركام الحرب، إلى وطن يولد من رحم الألم، وتحميه سواعد أبنائه، وتنهض به إرادة أحراره.
فليعلم الجميع: المعركة لم تعد معركة سلاح، بل معركة مشروع… مشروع للعدالة، وللوحدة، وللكرامة الإنسانية التي أُهينت كثيراً. وقوات الدعم السريع، وهي تتقدم في الميدان، تتقدم أيضاً في الوجدان… تتقدم نحو عهدٍ جديد لا مكان فيه لسلطة تحتقر الناس، ولا جيش ينقلب على أحلامهم، ولا نخبة تسرق صوتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى