بين قيم القيادة وتدوير نفايات القادة .. هل [الكوزنة) سلوك أم تنظيم سياسي …؟

أ. آدم الحاج أديب

من أهم عناصر أزمة السودانييين أزمة الثقة، وأزمة الإسراف في الشعارات الكاذبة
ما دعاني إلي الكتابة حول هذا الموضوع بالعنوان أعلاه النفاق السياسي والإجتماعي من أجل مكاسب السلطة أو حفنة من الدراهم حتي ولو علي حساب ضياع بلد بأكمله لايهم ذلك طالما أنه طريق يوصل إلي كرسي السلطة الوثير ويجعل من الفاقد التربوي في قيم القيادة رجلا مقدسا لإمامة المهمشين ولعل هذا الفساد من أبرز أسباب الحروب في السودان لأنها ارتبطت بالكذب وعدم الامانة فالمؤكد أن القائد الرائد لا يكذب أهله …الشئ الذي يجعل السؤال مشروعا ومفتوحا هل (الكوزنة) سلوك موروث من التربية الإجتماعية السودانية أم تنظيما سياسيا سادت سلبياته وقيمة الفاشلة جموع السودانيين فعاقبهم الله بالحروب والدمار الشامل …؟ ورغم كل ذلك لا زالت مشروعات الوهم والحلم الكاذب ترفع شعاراته ويروج لها من قبل تحالفات المصالح ليصدقها البسطاء فهل بذالك تنتهي دورة الفشل والتهميش أم سيمضي بنا الزمن إلي سيناريوهات أسوأ …؟
بأيدي قادة كنا نعدهم من المخلصين الأبرار سواء كان ذالك في القيادة المدنية أو العسكرية وجميعهم يتحالفون في الخفاء مدنيين وعسكرييين ثم يخرجون إلي العلن والفضاء فالذي يهدد مصير الأمة السودانية ليس الحرب فحسب وإنما استمرار أسباب الحرب…
نراقب الواقع السياسي المدني والعسكري السوداني لاسيما بعد إقتراب إعلان حكومة التأسيس وما صاحب ذلك من سباق محموم ونشاط محتدم يجوبون فيها ولايات دارفور لتلميع أنفسهم كقادة ورسل التغيير الذي ينهي معاناة شعب هذا الهامش…
ولكن نقولها بكل تجرد وشجاعة أن القائد العسكري الذي يهرب من الوغي أو المقدمات الساخنة أرجو من القيادة العليا للدعم السريع بأن لا يسمح له بأن يتبوأ مقعدا عسكريا في كابينة القيادة مهما كثر حوله المطبلين أو الإعلامييين المأجورين وكذالك القادة المدنيين في أعلي هرمه(المجلس الإستشاري)
الذين لم يقدموا ما يشفع لهم خلال دورة العامين ونيف أثناء الحرب ولم يقدموا أي انجاز لحواضنهم من المدنيين وبعد أن رأوا خريف السلطة لاحت سحبه إيذانا بإعلان حكومة التأسيس أصبحوا يتحركون يمنة ويسارا لحراثة الأرض الجدباء ليزرعوا فيها وحركوا جوغتهم وأبواق إعلامهم وحراس كراسيهم ليحدثوننا عن رشد قيادتهم لكننا آثرنا علي أنفسنا بعد هذه الدماء التي سالت من ابناؤنا والأرواح العظيمة التي فقدناها من الشهداء بأن لانسمح لراية النفاق ترفرف في آفاق رؤية التغيير والمستقبل مهما كان الثمن حتي ولو كانت خروج أرواحنا فإن ابناءنا قدموا أرواحهم من أجل العدالة والمساواة ونحن لن نصمت عن كلمة الحق حتي ولو كان الثمن أرواحنا لأننا نحتكم أمام قضية عادلة وإستبدال الظلم فيها بظلم فالنتيجة سوف تكون ظلما أقبح من ظلم الماضي وهنا نناشد رجل الأمانة والصدق الفريق محمدحمدان دقلو
بأن يضع حدا للفوضي التي تسرطن مفاصل مؤسسات الدعم السريع مدنية كانت أو عسكرية
إذ لاخير فينا إن لم نقلها ولاخير فيكم إن لم تسمعوها ….
فالخطر الذي يهدد مشروع المهمشين ليست المخدرات ولاالحبوب المهلوسة التي تنتظم اسواق كولمبيا في كل الأرجاء وإنما الخطر الأعظم القادة الإنتهازيون الذين يرهقون ميزانيات الدعم السريع ولايقدمون ما ينفع الناس ولا القضية وإنما تضخيما لذواتهم وإحياءا لمشروع الكوزنة التي دمرت السودان وشعبه…
آدم الحاج أديب
الأحد الموافق
8 يونيو ،2025