
أمستردام : وكالات
يدخل السودان عامه الثالث في أتون حرب دامية دون مؤشرات واضحة على قرب نهايتها، وسط مشهد إنساني بالغ القسوة، وتدهور شامل في مؤسسات الدولة، وغياب شبه تام لأي أفق سياسي يمكن أن يعيد البلاد إلى مسار الاستقرار. إلا أن الأسابيع الأخيرة شهدت تصاعدًا في وتيرة الاهتمام الإقليمي والدولي بالقضية السودانية، في وقت تزداد فيه مؤشرات الإنهاك المحلي وتداعيات الحرب الكارثية على ملايين المدنيين.
تحركات أميركية لافتة
برزت التحركات الأميركية في واجهة المشهد بعد إعلان مسعد بولس، مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب للشؤون الإفريقية، عن نية الولايات المتحدة استضافة مؤتمر دولي بشأن السودان في واشنطن، بمشاركة وزراء خارجية السعودية ومصر والإمارات. تصريحات بولس جاءت مؤكدة على اهتمام الإدارة الأميركية بوقف الحرب، مع نفي أي تصور بأن ما يجري في السودان هو “حرب بالوكالة”.
هذا الموقف المتقدم نسبيًا من واشنطن يعكس – وفق مراقبين – رغبة في لعب دور مباشر في إدارة الأزمة.
الأمم المتحدة.. حضور باهت وفقدان للثقة
من جهة أخرى، تواصل الأمم المتحدة عبر مبعوثها الخاص للسودان رمطان لعمامرة جهودًا تبدو محدودة، إذ أعلن المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، أن فريق المبعوث بصدد استكمال مشاورات لعقد اجتماع جديد للمجموعة الاستشارية بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا، بالتوازي مع محاولات لإطلاق مشاورات تحضيرية مع الأطراف حول حماية المدنيين.
وكانت المجموعة الاستشارية عقدت اجتماعها الرابع يوم الخميس الماضي في بروكسل. تتألف المجموعة الاستشارية من خمس منظمات رئيسية متعددة الأطراف: الاتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، وجامعة الدول العربية، والأمم المتحدة، بالإضافة إلى الدول الأعضاء التي ترأسها، وهي أنغولا، وجيبوتي، والعراق، إلى جانب الدول الراعية لمبادرات السلام، وهي: مصر، والمملكة العربية السعودية، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة. وقد عُقدت اجتماعات سابقة في كل من مصر، وجيبوتي، وموريتانيا.