
سوما المغربي
تتساقط الإرادة نحو المواقف البينة، ويتمسك أهل الظلم بغيّهم وضلالهم، وهم في عمًى عن أن السلام قادم رغم أنوف دعوات الحرب، بل هو واضح. لماذا يرفض أولئك الخير لأهل السودان؟
لأنهم لا خير فيهم لهذه الأرض وإنسانها.
الشعوب التي تعلم حقوقها لم ترد يومًا سوى الأمن والاستقرار والتعايش السلمي الحقيقي لأبنائها. للأسف، رفض تلك الفئة الجاهلة للسلام سيجعل كل من خرج من هذه البلاد يستقر خارجها، ويبني حياته ومصيره في الخارج. والكل يعلم كيف ينجح السودانيون خارج بلدانهم، وكيف يعمرون ويقودون مؤسسات كبرى، بل حكومات، وقد شهدت بذلك أمم من حولنا.
الحرب لا تحمل سوى الشتات، فمتى لمّ شمل هذه الأمة بأرضها؟ ومتى نتخلص نهائيًا من هؤلاء الذين يجثمون على صدورنا منذ أمدٍ لم نرَ فيه سوى المعاناة والهبوط نحو درك سحيق؟ حينها، ينجو هذا الشعب وتتَعافى هذه الأرض من هؤلاء. إنها الفرصة الأخيرة لتكون توبة عمّا اقترفوه في حق هذا الوطن.
لقد تجاوزت كل الدول من حولنا مراحل الحروب والخلافات، وتسعى اليوم للنهضة والتعمير. المحزن أن السودان يحتاج سنوات طويلة لإعمار ما دمرته الحرب — إن توقفت اليوم قبل الغد، فما بالك باستمرارها؟
لقد أحكمت القوى الإسلامية قبضتها باستخدام شعارات زائفة، عرفناها وعرفنا من خلفها كل أنواع القهر والاستبداد. وكل ما جنته البلاد وشعبها هو الجهل والفقر، ولم نرَ في عهدهم سوى أن سهام السودان ترجع إلى الخلف، حتى صار السودان نكبة على شعبه وعلى الشعوب الأخرى.
نعم، اليوم شعب هذه البلاد تشتت شمله بين مفترق بلدان عديدة، منها الجارة ومنها ما هو أبعد من ذلك، وما زال قادة الإسلاميين الفسَدة يحملون شعاراتهم الزائفة باسم كرامة سقطت، ووجوههم قد تَساقط لحمها من شدة الكذب والضلال باسمها.
فإلى متى؟ وحتى الأمس، يخرجون علينا برفض الحرية والانعتاق لهذا الشعب المنكوب من هذه النيران التي تلتهمه من كل جانب، وتحيق به في كل مكان، من أطراف الحدود وخارجها وداخل أرضه. لا مفر له من المعاناة، أسيرًا لطمع طغمة فاسدة لا تريد سوى السلطة.
حقيقة، إن السلطان الأعمى، وإن السلطة لغواية ومرض لا شفاء منه.
فرض إرادة السلام في السودان يتطلب توافقًا، وقد يكون تحديًا كبيرًا في ظل وجود دعاة الحرب. ومع ذلك، السلام يمكن أن يتحقق، وإرادة الوحدة يمكن أن تتغلب على دعاة الحرب والتقسيم، إذا توفرت الإرادة السياسية والالتزام من جميع الحادبين على الوطن.
يمكن أن يكون للحوار الوطني الشامل دوره في تحقيق السلام والاستقرار.