آدم الجديالرئيسيهمقالات

آدم الجدي يكتب: إسقاط من أجل استمرار الموت!!

كتب: آدم الجدي

واهمٌ كل من ظنّ أن إسقاطَ الأسلحة المتطوِّرة التي أسقطها طيران جيش الفلول في الفاشر لقواته وقوات الدعم السريع معًا، أنها إمداد لعناصر جيش الفلول والفلنقيات المشتركة لفك حصار الفاشر؛ فليراجع نفسه.
غرف إعلام الفلول التي تديرها مجموعة (دفره) ملأت الفضائيات والقنوات المحلية والعالمية ضجيجًا بأن الجوع يحاصر المواطنين في الفاشر، وطالبت العالم بالتدخل من أجل إيصال الغذاء والدواء لهم عبر منظمات الإغاثة.
لكن عندما أرسلت المساعدات، قام طيران الجيش باستهدافها وتدميرها وحرق الجرارات التي تحملها في الكومة ومليط وفي تخوم الفاشر.

بدلًا من أن يُسقط طيران الجيش السوداني مواد غذائية وعلاجية للمواطنين الذين قال إنهم يموتون من الجوع والمرض، قام بإسقاط أسلحة نوعية شديدة التدمير وطائرات مسيّرة انتحارية واستكشافية ورصد.
هذا الإسقاط في هذا التوقيت ما هو إلا إشعال مزيد من نيران الاقتتال ليتواصل حصد أرواح الطرفين.

قيادة الجيش المختطف لا تريد خيرًا لإنسان دارفور، ولا تثق في القوات المشتركة، ولا تريد لها ولا لقوات الدعم السريع البقاء على قيد الحياة.
الفلول يسعون بكل الطرق للتخلص من الكل بزعم الوطنية ودعم الجيش.

للأسف، من يقف معهم من مواطنين ومشتركة يعلمون الهدف من الإسقاط وتجييشهم، وهو مزيد من الموت، ومع ذلك يواصلون الدفاع عن الذين يديرونهم بالريموت كنترول.

ويبقى السؤال المهم: لماذا لم يتحرك مستنهضو أبناء الشمالية وبورتسودان ونهر النيل لفك حصار الفاشر؟
ولماذا كل المتحركات التي تقاتل من أجل فك حصار الفاشر تتكوّن قواتها من أبناء دارفور المغفلين؟
ولماذا كل المستنهضات من النساء والشابات في مناطق سيطرة جيش الفلول هن من نساء دارفور؟
ولماذا يُسقطون أسلحة نوعية لإنسانٍ يقولون إنه يموت من (الجوع) بدلًا من الغذاء والدواء والكساء؟

اللعبة مكشوفة والهدف واضح، وباختصار هو تطبيق شعارهم الذي رفعوه منذ زمن بعيد: (فرق تسد) أو (اضرب العب بالعب) وأنت عِش مرتاحًا.

هل أصبح وعي أبناء دارفور درسًا قبل فوات الأوان؟
فإن المستعمر الجديد لا يريد لكم خيرًا ولا العيش بسلام.
سيشغلكم ويستخدمكم ويضرب بعضكم ببعض لتستمر مصالحه الشخصية في الازدهار ويعيش هو وأسرته حياة الرفاهية، بينما تموتون أنتم واحدًا تلو الآخر وتتدمر مدنكم ومستشفياتكم ومدارسكم ويكون أبناؤكم فاقدي التكوين التربوي باستمرار.

أفيقوا يا أهل غرب السودان واتحدوا مع بعض لمواجهة عدوكم الذي يستغل شتاتكم لينخر عظامكم.

سنلتقي بإذن الله تعالى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى