الرئيسيهتقارير

عندما تخرج المؤامرة للعلن.. الامم المتحدة تفضح الدور المصري في حرب السودان!

جاءت زيارة وزير الخارجية المصري الي السودان بهذه الطريقة السريعة الخاطفة لتدارك عقابة تقرير مفصل من قبل الامم المتحدة اتهمت فيه مصر بضلوعها المباشر في حرب السودان وكشفت عن مقدار مشاركتها الحقيقية في النزاع مما دفع بوزير خارجيتها مسارعا في الهرولة لمقابلة البرهان والتصريح بإنهاء الحرب فورا بما يعني التخلي عن دعمهم للجيش وحكومة الاسلاميين التي اعلنت الرباعية في بيانها بصورة قاطعة ولاول مرة انها لن تسمح لهم بحكم السودان مرة اخرى وهي تعلم انها وفرت لقياداتهم الملاذات الآمنة وحرية الحركة لادارة الحرب منها! الامر الذي يشكل اتهاما صريحا لها بالمشاركة ولو بغض الطرف عن نشاط الاسلامويين الذين قالت عنهم الرباعية انهم يؤحجون الحرب ويعرقلون جهود ايقافها بالسودان!

موقف جديد لمصر !

اصبحت مصر مجبرة على التخلي عن احد اوراقها الرابحة في الازمة السودانية وهي توظيف الاسلامويين لاجنداتها ومطامعها الاستراتيحية في السودان ليس لأنها اكتشفت مؤخرا عرقلتهم للسلام في السودان، وانما لحزم الرباعية بقيادة امريكا وجديتها لايقاف الحرب ومعرفتها يقينا انها سوف تخسر كثيرا اذا استمرت في معاندة المجتمع الدولي باحتضانها للميزان وعناصر النظام البائد من رموز الحركة الاسلامية المتشددة وتوفيرها الملاذات الآمنة لهم وحرية الحركة والنشاط لادارة الحرب في السودان، بعد ان ايقن الجميع انهم هم من يصرون على الحرب ويقودونها بعد سيطرتهم على مفاصل الجيش ومعظم العمل الامني والتنفيذي بالسودان ! وان اي اتجاه لايقاف الحرب لا بد ان يكون بقطع ايديهم اولا عن السيطرة على البلاد! ولهذا بات المجتمع الدولي اكثر تشددا في التساهل معهم او مع البرهان في احتضانهم ومسايرتهم بعد قراره ايقاف اسوأ كارثة انسانية تمر بالعالم في العصر الحديث مثل حرب السودان وما افرزته من مضاعفات انسانية بالمواطنين والبنية التحتية للدولة!

*وقد كشف التقرير إتهامات موثقة ضد الحكومة المصرية ضمن ما وثقته منظمات دولية وحقوقية للأمم المتحدة بشأن ‎الحرب في السودان حيث فضح الادوار القذرة للمخابرات المصرية وولوغها في دماء السودانيين بما لعبته من مساهمات كبيرة في حرب السودان! وكشفت التقارير استخدام مصر للاسـ.ـلحة الكميائية في عدد من مناطق السودان بالأدلة الموثقة ووضحت تورط مصر العميق في هذا الصراع فضلا عن مشاركتها للاستخبارات السودانية وجهاز الامن في زعزعة اللاجئين اليها من جحيم الحرب ومسايرة الاجهزة الامنية السودانية في خططها الرامية الي عودتهم الي البلاد بغض النظر عن أمانهم الخاص حيث سعت السلطات المصرية الي إضطهاد ممنهج للسودانيين المقيمين فيها حتي بعد حصولهم علي أوراق من منظمة الامم المتحدة “UN” و ترحيلهم قسراً الي مناطق الحر ب في ‎السودان ! إضافة الي ذلك عمدت المخابرات المصرية الى إستخدام إسلوب التحـ.ـرش الجنـ.ـسي ضد النساء السودانيات وقد أشارت التقارير الى انه تم ترحيل ما يفوق ال 4 الف لاجئ الي مناطق النزاع والمناطق التي تم إستخدام الاسـ.ـلحة الكيميائية فيها! وهي في كل ذلك تعمل بالتنسيق مع اجهزة المخابرات السودانية التي تقود دعاية العودة الطوعية لتؤكد تطبيع الحياة السياسية بالبلاد وان الحرب قد انتهت بانتصار جيش البرهان وانسحاب قوات الدعم السريع من العاصمة وولايات وسط السودان!

مراقبون يوضحون..

اعتبر عدد من المراقبين الدوليين ان تقرير الامم المتحدة حول دور مصر الكبير وولوغها في حرب السودان انما يمثل تاكيدا لاتهامات قوات الدعم السريع ومزاعمه بتورط مصر حتى قبل الحرب ونيتها بالتنسيق مع جيش البرهان ورموز الاسلاميين المتشددين في القضاء على الدعم السريع الذي يعتبر فصيلا عسكريا خارجا عن طوع مصر الرسمية التي تعتبر نفسها الراعي الرسمي لجيش السودان وتوظيفه غفيرا لمصالحها في البلاد! وان الدعم السريع يعتبر خطرا على مصالحها واجنداتها بنهب موارد السودان مما حتم عليها دفعه الي الحرب بالتنسيق مع شركاء المصالح من الجيش ورموز الاسلاميين الذين التقت مصالحهم للحظة في ازاحة قوات الدعم السريع التي افشلت مخططهم بمروي حيث تم تفجير الصراع منها نتيجة للتدخلات المصرية وممالأة البرهان وجيشه في ذلك مع مصلحة راجحة للحركة الاسلامية المتطرفة بذلك!

وبحسب مراقبين دوليين ان التقرير يعري البرهان وحلفائه من المصريين والاسلامويين المتشددين ويكشفهم امام الراي العام المحلي والعالمي ويوضح مدي خطورة دور المخابرات المصرية في هذه الحرب ويبين الاسباب الحقيقية وراء اطالة امد الحرب وتدمير البنية التحتية للبلاد ! كما يؤكد في الوقت نفسه تبعية البرهان وحكومة الامر الواقع وعدم حريتها في اتخاذ القرارات بشأن الحرب مما يقود الي تشدد المجتمع الدولي بادارة ملف الازمة بعيدا عن البرهان وحلفائه الذين اتضحت عمالتهم لمصر وانهم لا يملكون من امرهم شيئا وانما يمثلون مصالح الدولة المصرية ويوظفون كامل مقدرات البلاد لتنفيذها!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى