
(سهام الحق) .. عبد الناصر عبد الرحمن مُسَبَّل
يشهد العالم اليوم ثورة مفاهيمية شاملة لا يمكن تجاوزها او تجاهلها ، ثورة شبابية تمثل فكر جديد يتجه بكلماته بعيدا عن مغاليق الايدلوجيات والقناعات الصماء ، مثابرة في جهود متقدمة نحو التغيير والإصلاح والحداثة .
تخطت هذه الثورة بقوتها وعقلانيتها ورشدها سدود مفاهيم وتقاليد عادات سادت لفترة طويلة من الزمن وذلك بغرض الخروج من كهوف هيبة المرجعيات القديمة المزيفة وفتح منافذ واسعة يدخل منها الهواء لرئة الحياة العصرية بالصورة الصحيحة النقية المتجددة .
هذا الإيقاع المتسارع اللذي ينتظم العالم ويتجلي في تطور ورقي طرق وأساليب الحياة ، هو حق مشاع للإنسانية جمعاء ولا يجوز في حياته بصورة نحس.
نحجبها عن البعض لأجل ان يستمتع البعض الآخر بها الي حد التخمة.
هذه الثورة الحديثة ينبغي علينا كنظاميين ومواطنين تأمين مساراتها بدلا من عرقلتها ، وينبغي التفاعل بإيجابية مع خصائص بيئة هذه العملية الثورية بصورة تساعد علي تطورها وتصديها للعدو برفع الروح المعنوية للذين لا يستطيعون القتال ، والمشاركة العملية للشباب اللذين ظلوا لاكتر من ثلاثين عاما ينادون بالتغيير ولكن كانوا يلجمون بلجام من حديد فها هي الثورة حيث اقترب أكلها فلا بد لكم من الدفاع عنها وعن أنفسكم بأنفسكم واموالكم وابناءكم حتى لا نفتقدها وقفوا حول مشروعكم اللذي كان ضمن احلامكم ، وهذا يعتبر حق يكفله القانون وهناك مقولة (الحقوق تنتزع) وهذه فرصتكم الأولى والاخيرة لانتزاع ما تريدون .
كلما تغير العالم اجتماعيا ، اقتصاديا، و سياسيا يتطلع الشعب السوداني بأن يجد نصيبه من هذا التغيير ولكن للتغيير ثمنا لا بد من سداده
هذه الحرب تحتاج الي زمن طويل وصبرا جميلا وموارد بشرية ومادية حتي نصل إلى صفوف جحافل التغيير في العالم ونصبح بأن ما نتمناه نجده وان نبني وطنا حرا لا تشوبه دكتاتورية او عنصرية او جهوية او لصوص فإذا نجحنا في هذه الأشياء فحينها نبني وطنا يتمتع بالديمقراطية والحرية والسلام والعدالة
هذه صرخة الميلاد الجديد قد أتت لكل الشعب السوداني في طبق من ذهب وواضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار بايادي واذهان كابدت وضحت وتحملت كل المشاق واخرون ضحوا بارواحهم فداء هذا الوطن وهذا الطريق الذي لا رجعة فيه ولا تهاون .
رسالة اخيرة:
الي مهمشي السودان:
الي دارفور وكردفان وشرق السودان
الي اللذين ظللتم ثلاثين عاما تُقتلون الي اللذين تذوقوا مرارات الحرب واخرون ولدوا عليها الي اللذين يُقصفون ويُهجرون من ديارهم وينج من نجا بنفسه او بالقليل من اسرته
الي اللذين ولدوا تحت قصف الطيران والهاون والاربجي
الي اللذين استعبدتكم حكومة الانقاذ وجعلت منكم عبيدا لها
اما تستحقون حق العيش الكريم وحياة الرغد والرفاهية التي يعيشها شعب النيليين، ام قد على قلوبكم اقفالها.
يؤسفني جدا بأن أراكم اليوم تقفون وتناصرون وتلتفون حول من فعل بكم هذه الجرائم بل انكأ واشنع من ذلك.
هل يأتي يوم بأن تُنَصبوا حكاما علي هؤلاء ؟؟؟
أليس بكم عاقلا يسأل نفسه هذا السؤال!!!
فقد فاض بكم الغباء
وفي اخر المطاف اعلاكم دجة سيكون غفيرا او بواب ولاتحلموا بأكثر من ذلك وأسأل الله لكم ان يردكم الي صوابكم …تحياتي…