الرئيسيهمقالات

قراءة في اليازة الطريق الثالث : المشروع السياسي المتكامل والفاخر للقوى المدنية المتحدة (قمم)

د.حافظ الزين

نحن القمميون ونحن الطريق الثالث لا يمين ولا يسار ولا وسط ولا يمين الوسط ولا يسار الوسط.
نحن الطريق الثالث إنه الطريق المستقيم الذي يذهب إلى مكامن القوة التي اوجدت هذا الكون وصممت نواميسه ومنظوماته المعقدة والمدهشة.

إن دولتنا التي ننادي بتاسييها وبناءها في السودان بفوهة البنادق والمدافع واللهيب والراجمات وصرير الاقلام والفكرة هي ليست دولة السودان الجديد.
ذلك بسبب ان فكرنا السياسي المستنير لا يؤمن وبشكل قاطع بوجود شيء اسمه دولة دستورية في السودان من اساسه.
ووفقا لذلك لا يوجد سودان قديم حتي يكون هناك سودان جديد.

إن دولتنا التي ننادي بتاسيسها في السودان تاخذ عدة مسميات لجوهر ذو معنى واحد وهو دولة الانسان.
الانسان الذي خلقه الله واوجده كما هو كاملا ومكملا ومكتملا وكرمه تكريم الهي مقدس وحاسم بدون استيفاء أي شروط او اي معايير أو اي صكوك من اي نوع.
وقال في محكم تنزيله في سياق هذا التكريم رفيع المستوي: ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا.
أنها دولة الانسان كمعنى وكرمز وكذات وكحق طبيعي وكحق مدني.
فهل من مدكر

إن دولتنا التي ننادي بتاسيسها وبناءها في السودان هي:
1- ليست دولة دينية ثيوقراطية مغلقة.
ذلك بسبب ان جميع الأديان السماوية المقدسة لم تناد قط بتاسيس وبناء دول دينية بل نادت بتاسيس وبناء امم دينية وفقا لرافعة ومنظومة الأخلاق التي تمثل معنى وجوهر أي امة واي دولة.
ولا قيمة لاي امة او دولة بلا أخلاق
ورغم ان جميع الأديان السماوية المقدسة لم تناد بتاسيس وبناء دول دينية إلا أنه من المستحيل استحالة مطلقة فصل أي دين عن الدولة ذلك لسببين اثنين فقط هما:
السبب الاول : إن الدين يمثل حق طبيعي مقدس لاي فرد سواء كان دين سماوي او غير سماوي.
وبما انه يمثل حق فإن الحق لا يمكن فصله عن الدولة.
لان الدولة هي الكيان فوق الدستوري المستقل والضامن لحقوق الافراد بموجب العقد الاجتماعي الذي يعتبر العامل الحاسم في ايجادها وصناعتها.
السبب الثاني : إن اي دين سواء كان دين سماوي او غير سماوي يعتبر بمثابة الغدير النقي لمنظومة الأخلاق.
ووفقا لهذا التشخيص للدين فإنه من المستحيل استحالة مطلقة فصل أي دين عن الدولة لأن الدولة بلا اخلاق لا معنى ولا جدوى ولاقيمة لها.

2 – ليست دولة علمانية ليبرالية وبامتياز.
ذلك بسبب ان الليبرالية تعني الحرية المطلقة وهذا النوع من الحرية لا يتسق ولا يتماشى مع التشكيل والتكوين الثقافي والفكري والديني والارث التاريخي والروحي للشعوب السودانية المحترمة.
فنحن في قمم نؤمن دائما وابدا بأن الحرية ليست حرة Freedom Is Not Free

3 – ليست دولة شيوعية اشتراكية ذلك بسبب ان هذا النوع من الدول فشل في تحقيق ميزان العدالة المزدوج (العدالة الاجتماعية والعدالة الاقتصادية) وصادر وعلي الدوام المباديء فوق الدستورية المستندة إلي قانون الكون والمتمثلة في (الامن وحرية الملكية ومجابهة الطغيان).

4 – ليست دولة يسارية كتلك التي يتبناها الحزب الديمقراطي الاميركي.

5 – ليست دولة اشتراكية (الدول الاسكندنافية – انموذجا) التي تطبق النموذج الاقتصادي المسمي بنموذج اقتصاد السوق الاجتماعي.
ذلك بسبب إننا نحتاج لحوالي قرن من الزمان حتي نصل إلى الشروط والبيئة المتكاملة التي تتماهى فيها الدول الاشتراكية (السويد – انموذجا)

إن الدولة التي ننادي بتاسيسها وبناءها في السودان هي الدولة المدنية الدستورية الحديثة (الدولة العلمانية غير الليبرالية الديمقراطية الفيدرالية الوسيطة)
الجمهورية الاولي في السودان – دولة المواطنة والحقوق المتساوية

تلك الدولة التي يجب أن تقوم وتنشأ وفقا للعقد الاجتماعي الحديث رباعي التراكيب وليس وفقا للعقد الاجتماعي القديم ثنائي التراكيب.
الذي كان ينادي به الأمام الراحل الصادق المهدي
بحيث يتوجب علي هذا العقد الاجتماعي رباعي التراكيب ان يقوم وينشا وفقا للمباديء فوق الدستورية بصيغتها العالمية والوطنية.

نحن نؤمن وبشكل قاطع ان الدولة ينتجها ويصنعها العقد الاجتماعي وليس الدستور.
وهو ما يعرف بنموذج البناء فوق الدستوري.
وهذا العقد الاجتماعي الحديث رباعي التراكيب يجب انتاجه في مؤتمر دستوري قومي شامل وجامع لكل فئات الشعوب السودانية ماعدا المنتسبين للحركة الإسلامية السودانية الارهابية والمؤتمر الوطني البائس المشلول.
ذلك بسبب انهم يؤمنون بفكر سياسي تنعدم فيه خصائص الاستقلالية والوطنية والاخلاق ووازع الضمير الانساني.
إنه فكر سياسي اعرج ومعوج واقصائي وشمولي لا يعترف بالانسان من كونه إنسان ولا يضع له قيمة ولا اعتبار ولا عنوان إلا إذا ارتضى ان يكون عبدا لطغاة التيار السياسي المتاسلم (الكيزان)

إن قمم لا يمكن أن تقع ضحية للاستلاب الفكري الذي انتج فكر سياسي مازوم ومستورد اثبت فشله في هذا البلد المكنوس ومرارا وتواليا على مدار 100عام.

كما لا يحق لقمم ان تدعي بأنها هي رسول المعرفة والسياسة والاستنارة وبذلك تتجبر وتمنح نفسها حق منح صكوك الاقصاء والاستعباد السياسي والفكري للشعوب السودانية الحرة.

إن قمم انخذت قرار سياسي ثوري شديد الوهج بان تمشي في طريقها الثالث حتي لو تطلب الامر أن تكون مثل سيدنا موسي عليه السلام الذي ذهب باتجاه مدين وحيدا وخائفا ومترقبا.
فعاد من هناك كليما ونبيا ورسولا
إن قمم حتما لن تكون لا كليما ولا نبيا ولارسولا ولكنها ستكون القديس السياسي الاكثر وهجا وبريق في ليل هذا البلد المكلوم في روحه واحلامه وانفاسه ومصيره حد النزيف
والوجع الخرافي والعدم البئيس.
واتنين بس لا ثالث لهما:
اما ان نكون او لا نكون

تحياتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى