الرئيسيهحوارات

عضو (تأسيس) العمدة عبد الله مصطفى ابو نوبة في سلسلة حلقات حوارية (١)

عند ظهور بوادر الحرب أصبح الناس ما بين مصدق ومكذب لهذه الاسباب ……

(…..) هكذا كان الطيران يقصف المدينة صباحا ومساء والموت في الشارع والمواطن أجبر على البقاء بمنزله!!

راضي عن مخرجات مؤتمر (تأسيس) بنيروبي ولكن ….

من جاءوا لتشكيل الادارات المدنية كانوا على دراية ولكن ….

ما حدث في الشارع وطلقة (تضربك) كانت مثل مشاهد افلام!!

المرحلة. الأولى من تجربة الإدارة المدنية شهدت تخبط في تسير الامور بسبب …..

حكى لنا العمدة عبد الله مصطفى ابونة وهو احد رجالات الإدارة الأهلية. تفاصيل الأيام الصعيبة مع انطلاقة اول مواجهة في حاضرة ولاية جنوب دارفور ، مدينة. عندما ملأ الرصاص سماء المدينة ، والطيران يقصف ليل نهار ، والمدفعية تدك المرافق والمنازل والرعب ملا نفوس الأهالي، وكيف أنهم اثروا على عدم المغادرة.
العمدة ابونة تحدث باستفاضة عن تمرحل الإدارة المدنية ومساهمتها في تلافي الفراغ عندما هربت الحكومة وتركت المواطن في مواجهة الموت.
العمدة ابو نوبة وبصفه احد قيادات قوى (تأسيس) التي تشكلت في العاصمة الكينينة نيروبي ، تحدث عن اهمية التكتل، ومحاور أخرى:

حوار : فريق الاشاوس،


مرحبا العمدة ابو نوبة في صحيفة (الاشاوس) ؟

مرحبا بكم، سعيد ان يكون الاخوة في الإعلام في ضيافتنا في منزلنا المتواضع في هذه الأمسية.

فترة ما قبل وأثناء الحرب .. كيف كانت تلك الأيام وانت شاهد على الاحداث ؟


فترة ما قبل الحرب كان الأمن والاستقرار يسود الولاية ، لم تكن هناك أي اشكالات تؤرق حياة الناس، وكانت الحياة تنساب بصورة طبيعية، نيالا فيها التعليم والعلاقات الاجتماعية، كانت تسير على قدم وساق ، ولم يكن هناك ما يعطل حياة الناس.

فجأة حلت الحرب في المدينة ؟

 


نعم .. عندما ظهرت بوادر الحرب أصبح الناس ما بين مصدق ومكذب لما حصل ، لأنه لم يكن هناك تفكير من مواطن دارفور على وجه الخصوص بأن طيرانا سيقصف، ومدافع سقذف، ويحدث تراشق بالنيران والمواطن وسط هذه الجو . في بادئ الأمر كان هناك زهول بأن يتم ضرب للسلاح وسط المدينة وكذلك الطيران، ومن يقوم بذلك هو شخص مسؤول عن هذا الشعب كله، يضرب دون تمييز او اختيار من. يقتله ، اذا كان يقاتل قوة مثلهم. وهي الدعم السريع أن تكون الأهداف محددة ومعلومة .
في تلك الفترة أصبح الضرب في المدارس والمنازل والأسواق وغيرها.
تضرر الناس كثيرا ، مشايخ ، نساء حمل ، أطفال رضع، ابناء مدارس ، أناس بتجارتهم في السوق ، مما جعل الجميع يكرهون مثل هذه السياسات ما بين رؤساء ودول وشعب ، يتصرف مثل هذا التصرف ، كان فيه غرابة شديدة إلى أن تمايزت الصفوف واصبح هناك جيش حامي للشعب، انحاز لثورة شعب وهو الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو وبقية ابناء الشعب السوداني المستنير ، الذي أقر انه لا بد للسودان أن تتغير خارطته ولغة الخطاب والسياسة العامة ، لأنه منذ استقلال السودان كانت اللغة وأساليب الخطابة جميعها تأتي من الشمال.
الهامش مظلوم ظلم الحسن والحسين ، وكان صابرا على هذا الاذى حتى تحركت الثورات الشعبية ، اخرها ثورة ديسمبر التي تحرك فيها كل ابناء الشعب السوداني من كل صوب وحدب ، تجمعوا في الخرطوم وقاموا وحاصروا مؤسسات الدولة الرئيسة مثل قيادة القوات المسلحة، القضاء، وإغلاق الطرق، وهذا جعل المواطنين امام امرين ، أن يكون هناك قتل بالجملة للمواطنين الذين يطالبون الحكومة بالتنحي من السلطة وتسليمها للشعب وأما أن يكون هناك موت بطئ ، لذلك انبرى بعض الناس ، قيادات الشعب العسكرية منها الدعم السريع .

احكي لنا عن تلك الأيام الصعيية عمليات القصف اليومي بالطيران وانتم موجودون، وكيف استطعتم أن تثبتوا دون التفكير في المغادرة ؟


المجتمع السوداني يؤمن بالأرض والمواطنة ، من الصعب على المواطن أن يغادر ارضه، بسبب ضغوط من قوات مسلحة تقودها قيادة وجدت نفسها مسؤولة عن السودان. الناس كانوا يرفضون الهجرة ، رغم الضرب وهم يفتكرون انه ليس من المنطق أن تخرج من بيتك ، لذلك أصبح بعض سكان المدن بخاصة ولاية جنوب دارفور ، مدينة نيالا أهلها لم يغادروا الا الذين في الأصل هم وافدون إليها، أما المواطنين الحقيقيين لم يخرجوا أبدا برغم القصف اليومي.
في البداية كانت الأسلحة العادية بعدها القناص، وانت ذاهب في الشارع تضربك طلقة، كل ذلك احتسبوه لله ، كانت بالفعل مثل مشاهد افلام ، كيف لشخص أن يقوم بضرب اخر دون أن يكون هناك أية عداوة ، كيف يتم ضرب مواطن دون ذنب ، هل هو غزال .
هذه خلقت اندهاشة، من بعد اعقبها الطيران والمسيرات ، ما تشعر الا وتجد نفسك على الأرض ميتا او مصابا .
الجميع قالوا اذا كان هذا نصيبنا في الحياة فلنمت إلى أن غيض الله ناس الدعم السريع وانتشرت القوات في كبريات المدن، منها مدينة نيالا ، لأنها عاصمة من عواصم الهامش ، الدعم السريع تجمع فيها واصبح يدافع إلى أن اجبروهم أن يتقهقروا، بإسقاط الطيران سواء كان في نيالا او الفاشر.
اليوم بحمد الله انقشع الأمر بما اتاح للعالم الخارجي والافريقي أن يقوموا باتاحة الفرصة للشعب المقهور في الهامش أن يذهبوا إلى مؤتمر جامع في نيروبي .

الإدارة المدنية كانت مرحلة مهمة ، كنت جزء من شركاء التكوين من خلال المشورة ؟


نعم .. بعد اختلاط الحابل بالنابل في ولاية جنوب دارفور ، مدينة نيالا بالتحديد ، كانت مدينة عامرة جامعة. عندما اشتعلت الحرب توقفت الحياة تماما لا مكاتب الدولة ولا الأسواق ولا الشارع. بعد شهور قليلة جاءت بعض الارهاصات بانه لا بد لمناطق الدعم السريع التي يفرض فيها سيطرته أن تدب فبها الحياة ولو بشكل مؤقت في شكل تكوين حكومات محلية تكون عليها رقابة من الادارة الاهلية وبعض ابناء الولاية وأن تشكل إدارة مدنية، واخرى سياسية وتم بالفعل تكوين ادارة سياسية للمجلس التشريعي لتسيير الرقابة وتشكيل حكومة من وزراء ورئيس إدارة مدنية على المستوى المحلي، فأصبح هناك مدراء عامين، حتى تستمر البلد كما كانت عليه سابقا .
فعلا كمرحلة. أولى ٦ اشهر كانت تسير الامور، هناك وجود بعض التخبط وهذا لعدم ادراك الناس والذهول الذي اصابنا لفترة عام، الناس كانت غائبة عن الحياة الذين كانوا في الحكومات السابقة استمعوا للتحريض، بعضهم غادر الولاية، البعض الاخر قبع في منزله واصبح لا يخرج ، لكن عندما سمع نداء الوطن ، تحرك البعض وتطوعوا في المساعدة في إدارة دفة الحياة طالما الأمر متروك على مستوى الإقاليم والولايات والمحليات، بمعنى كل ناس منطقة يقودوا منطقتهم يتقدمهم ناس الإدارة الاهلية، الإدارة في ولايات دارفور ومناطق الهامش وهي إدارات اهلية منتهية، سنين تعاقبت عليها كانوا جلهم مستنيرين ليسو بالاميين أو بعيدين عن السلطة بعد النزول للمعاش ، طلب منه اهله أن يقوم بمهمة التنظيم ، كانت لهم دراية تامة في إدارة دفة الحياة من النظام العرفي أو القضائي واستمر الحال حتى اليوم

اذا كيف كان شكل المشورة ؟

نعطي العذر للذي يريد أن ينظم الناس الذين تدربوا في العمل العام إلى أن استقل السودان ، الحكومة المدنية، التفكير السياسي ، العمل السياسي هؤلاء غابوا ، بالتالي حتى تختار مجموعة أخرى لكي ترتب للناس أمور الحياة تكون فيها عدم توفيق الاشياء ، لكننا نقول شئ خير من لا شئ من تم اختياره كانت هناك بعض الهنات في طريقة اختيار رئيس الإدارة المدنية ، لم يأتوا بالشخص الفعال ، السياسي المحنك القوي الذي يستطيع أن يبصر الناس عليه، قد يكون الاختيار غير موفق في الاختيار للأكثر حظا في الدفاع عن حقوق المستضعفين وأكثر الناس،استشهادا، هؤلاء قيموا أن يكون لهم السبق في العمل العام لذلك يكون هناك خلل .


شاركت في (تأسيس) ووضع الدستور للسودان الجديد والزخم الكبير في نيروبي؟


نعم ، كان هناك نحت للعقل وحتى يشرع المجلس التشريعي ويصوب كيف تستمر الدولة مفهوم في اختيار لائحة داخلية في دستور المجلس، نصنع مجلس وأن كان فيه بعض التشوهات ، لكن وجد طريق للتفكير في الحكومة الجديدة. سيكون هناك تعديل وتصحيح من وقت الى اخر إلى أن ينتظم الامر،


(تأسيس) وهي مرحلة لتشكيل حكومة جديدة .. محطة مهمة؟


صحيح المرحلة الأولى كانت مرحلة ارتجال والناس الموجودين كان معظمهم من الشباب الذين حظوا في يوم من الايام بأن يقودوا دفة الجامعات التي كانت تمثل جزء من حياة الحكومات ومنها اتحاد الطلاب ، فيه نفس التشكيلة ، علاقات خارجية وداخلية، أمانة مال وغير هذه مع فترتهم التي خرجوا فيها من الجامعة ذهبوا لمباشرة الحياة لأيام قصيرة في العمل الماشي جعلهم يفكروا بصورة جيدة مع الضغط عليهم يفكروا لأن يرتجلوا حكومات .

عفوا انا اقصد تحديدا الزخم السياسي الكبير، أحزاب وحركات ومجتمع مدني تشارك في تكوين تكتل جديد ودستور واتجه لتشكيل حكومة جديدة ؟

قبل مؤتمر نيروبي كانت البداية وقد تعود الناس على الحكومات ، الذين تبنوا أمر إدارة دفة الحكم سياسيا ما وهم المستشارين كانوا من خيرة الأبناء، وعصفوا عقولهم أن يكون لهم رؤية لاختيار الحكومات بدءا بحكومة الجزيرة ، جنوب دارفور ، كانت هناك لجان مركزية الذين أتوا لهذه المهمة كانوا مقتدرين ضباط إداريين، قضاة ، محامين ، خدمة مدنية ، كل هؤلاء تم تشكيلهم في لجان استشارية بالنسبة لإدارة دفة الحكم سياسيا ، كل هؤلاء بحكم تجربتهم السابقة استطاعوا أن يصنعوا حكومات في الجزيرة ولايات دارفور .

هل شاركت في اجتماع نيروبي الأخير؟

نعم شاركت فيه .

هل انت راضي عن ما خرج به مؤتمر نيروبي لتأسيس دولة جديدة بأسس جديدة من خلال الدستور الذي تم التوافق عليه ؟


نعم ، لما لا نرضى ، لأننا كنا نريد أن نضع اي لبنة تكون مقنعة لنا ، فبدلا من حكومة الامر الواقع تكون هناك حكومة أمر واقع أخرى تعبر عنا، لا بد أن نختارها بتفكيرنا ورغبتنا ، نحن أهلنا راغبون فينا ، نأتي اليهم بالشكل الذي يرضيهم ، الفكرة التي لم تكن مقبولة في اذهان بعض الناس المتأثرين بالسياسات السابقة التي زجوا فيها الشعب السوداني في أن تكون الدولة مسلمة أو يحكمها العرب أو الأفارقة، لا السوداني أفريقي ولا السوداني عربي ولا السودان مسلم أو مسيحي أو وثني، كل فترات الحكم السابقة كانت الأفكار مصنوعة جعلت الناس تلقائيا ينقسموا لي اقسام ، انا عربي ، انا أفريقي، لا انت مسيحي انا مسلم لا اقبلك ، لكنهم لم يعرفوا تلك ديانات من الله سبحانه وتعالى ، علينا ان نسلك الذي نريد ونقنع الآخرين به بالتي هي أحسن، لكن اصبح المسلم نفسه لأن التلاقي الديني عنده لا يتفق مع احترام الاخر ، انت لأنك مسلم عربي تستهجن المسلم الافريقي. انا اتحدث بشفافية وليست عاطفة لأننا كلنا أبناء آدم، ميزنا الله بالدين، أصبحنا من الدين الذي ارتضاه الله لعباده منذ أن جاءت الديانات الأولى “الزبور، التوراة ، الإنجيل والفرقان” ، نحن اصبحنا الآن من الملة الأخيرة وهي ملة الفرقان ، ملة سيدنا محمد (ص) ، وهذا الزمنا بأشياء وفي النهاية تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يذيق عنها الا هالك ، مشكلتنا أننا ناخذ القشور التي تنفع أهل المصالح لتسيير دفة حياتهم ، إن كانوا أهل طرق أو صفوة تفكر انها أحق بالامر . ربنا حدد لنا أن تكون الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ، (أن ربك هو اعمل بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين) ، هكذا علمنا الدين واستلهمنا التاريخ في الأمم السابقة.، في الحلقة القادمة يكشف العمدة ابو نوبة حقيقة ملابسات اعتماد العلمانية في دستور السودان الجديد وما هي الاسباب وراء اقراره كبند بجانب محاور أخرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى