الرئيسيهمقالات

الرحيل المر للزعيم الأهلي الكبير العمدة ابونوبة.. بقلم د. حافظ الزين

 

 

د.حافظ الزين

 

ما كان لشمس الحكمة والهيبة وركن الادارة الاهلية ان تغيب والي الابد.

ولكنها مشيئة الاقدار.

 

الرحيل المر والمؤلم لواحد من اهم الزعماء الاهليين والمصلحين الاجتماعيين وقادة السلام وحملة راياته في السودان.

إنه العمدة: عبدالله مصطفى ابونوبة

في حياتي فجعني الموت في والدتي التي رحلت من هذه الحياة منذ 36 عاما.

وامس فجعني مرة أخرى برحيل الزعيم الاهلي الكبير العمدة ابونوبة

 

قابلت العمدة ابونوبة اول مرة في حياتي في بيته في حي الجريف غرب بمدينة الخرطوم يوم 20 -7 – 2023 وتناولت معه وجبة الإفطار (عصيدة بالتقلية والرز باللبن)

وكأنني اكل عصيدة بالتقلية ورز باللبن لاول مرة في حياتي.

كان رجل مضياف وكريم وبشوش وفطن وذكي ولماح وحساس وكأنه نبي.

كان رجل مثقف ومطلع وملم بالتاريخ والانساب وشؤون الحكم والادارة.

كان ملم بتاريخ تطور الدول النامية ومتعمق في تجاربها التي صعدت بها.

تحدث لي مطولا عن تعافي دولة رواندا وكيف انها صعدت من ركام الموت والعدم إلي قمم الجبال

وقال لي ان السودان سيكون صعوده وتعافيه مثل تعافي دولة رواندا سريعا ومذهلا ووهاجا

لقد شعرت في ذلك اليوم بانني تلميذ في حضرة فيلسوف.

 

ومنذ ذلك اللقاء نشات بيني وبين العمدة عبدالله مصطفى ابونوبة علاقة كريمة للغاية.

وكنت اراه بنيان وركن مهم في الدولة المدنية الدستورية الحديثة المنتظرة تأسيسها في السودان.

 

اذا كان د.حذيفة ابونوبة فجعه القدر في رحيل والده وصديقه ومرشده ومعلمه.

ولا ادري كيف تلقي د.حذيفة ابونوبة خبر هذا الرحيل الموجع والباكي ذلك بسبب علمي بالعلاقة القوية والمتينة والنقية والعميقة بينه وبين والده العمدة ورجل الادارة الاهلية والحكمة الكبير عبدالله مصطفى ابونوبة.

 

فانا ايضا اوجعني هذا الرحيل الدامع حد التشظي واوجع كل المناضلين الانقياء الاحرار في المدن الحزينة والارياف والبوادي والفرقان والقرى البعيدة النائمة في حضن الصبر والنسيان والشجن المقيم.

لأن العمدة ابونوبة بالنسبة لي اخ وصديق ووالد ومعلم ومرشد.

 

اعزي قيادة الدعم السريع واركان الادارة الاهلية والاشاوس وعضوية المجلس الاستشاري باكملها وعضوية القوي المدنية المتحدة قمم ومنظومة تحالف السودان التاسيسي الذي حضر العمدة ابونوبة مخاض ميلاده العصي منذ البداية وحتي النهاية.

في رحيل هذا الركن الركين والشديد الزعيم عبدالله مصطفى ابونوبة.

علي دولتنا المدنية الدستورية المنتظرة ان تبكي فعلي امثال الناظر الشوين والعمدة ابونوبة فلتبكي البواكي.

 

ساتذكرك ايها الرجل النبيل العمدة ابونوبة ولن انسي افكارك الوضاحة والفريدة والمستنيرة في بناء الاسرة والمجتمع والامة والإقتصاد والدولة كلما اشرقت شمس الله بنور ربها وانتحت باتجاه المغيب.

إنا لله وإنا إليه راجعون

ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى