
مواقف ومشاهد
بقلم: عبد الله إسحق محمد نيل
كثيرة هي المبادرات المطروحة في الساحة السياسية والفنية والمجتمعية والاقتصادية والثقافية، ولكن قليلة هي المبادرات الهادفة والناجحة في بلدنا. وقد شُرِّفنا كثيرًا بالدعوات للمشاركة في فعاليات هذه المبادرات، لكنها سرعان ما تنتهي ولا نسمع باسمها من جديد.
غير أنني أعتقد أنّ مبادرة متطوعون من أجل بلدنا واحدة من المبادرات الذكية التي سيكون لها أثر واضح في تاريخ الإنسانية. لذلك أجد نفسي منحازًا إلى هذه المبادرة الخيرية التي عملت بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، واستطاعت أن تُخرج الدفعة الأولى من المتدربين في مجال صحافة الموبايل، ومهارات التواصل، وإدارة المنصات تحت شعار: (عشان بلدنا).
إنني أعتقد جازمًا أنّ هذه المبادرة تُعدّ واحدة من المبادرات الناجحة بكل المقاييس، وتحتاج إلى مزيد من الدعم والرعاية والتطوير لمواكبة متطلبات الواقع. فهي تقدم عملًا وفكرًا جديدًا يستهدف شريحة الشابات، ويركّز على قضايا النوع (الجندر). وما أكثر القضايا المتعلقة بالنوع في بلادنا والتي تحتاج إلى تسليط الضوء عليها. ولذلك فإن تخصيص وتدريب هذه المجموعة من الشابات الإعلاميات والاهتمام بهن ينبغي أن يكون من الأولويات، لأنه جزء من قضايا النوع.
وأرى أنّ مبادرة متطوعون من أجل بلدنا بولاية جنوب دارفور تحتاج إلى رعاية حقيقية من جميع المسؤولين في الولاية من أجل إعدادها بشكل أفضل، حتى تساهم بفعالية في القضايا العامة. ولا يفوتنا هنا أن نشيد بالدعم الذي قُدِّم للمبادرة من المستشار العام لإقليم دارفور الأستاذ النذير يونس أحمد مخير، والسيد رئيس الإدارة المدنية بولاية جنوب دارفور الأستاذ يوسف إدريس يوسف، ومدير عام وزارة الرعاية والتنمية الاجتماعية، وكل الخيرين الذين دعموا هذه المبادرة الذكية التي أفرزت عددًا مقدرًا من الشابات المتطوعات والموهوبات في مجال الإعلام، وبالتحديد في صحافة الموبايل التي تُعد واحدة من أهم أدوات العصر في التواصل مع العالم.
كما لا يسعني إلا أن أشيد بكل الذين شرفوا حفل تخريج هذه الكوكبة من الإعلاميات الموهوبات، وعلى رأسهم الأمين العام لتحالف القوى المدنية المتحدة (لقمم) الدكتور مهدي دبكة، الذي شدد على ضرورة دعم مثل هذه المبادرات لأنها تساهم في معالجة قضايا النوع، وتنقل الوعي والثقافات والمواهب والابتكارات. لذلك فإن هذه المبادرة لها بريقها الخاص وتميزها بين كل المبادرات الأخرى.
وفي الختام، أقول للقائمين على المبادرة، وعلى رأسهم الأستاذة المحامية النشطة هدية أبكر رئيسة المبادرة: إن هذه الدفعة المتخرجة ستكون شعلة للعلم والمعرفة في هذه الولاية، وستكون مفتاحًا للتواصل والتعاون مع كل العالم. ومن الضروري أن تضع المبادرة في صميم اهتماماتها تطوير المرأة والشابات، ونشر ثقافة السلام بين مكونات المجتمع، والاهتمام بقضايا المرأة والطفل، وإقامة الورش التدريبية لرفع قدرات الشباب بشكل مستمر، خصوصًا في مجالات صحافة الموبايل، حتى تُصقل مواهبهم بأدوات الإعلام الحديث.