الرئيسيهتقارير

بند الهروب الثاني العاصمة البديلة لحكومة الأمر الواقع بعد إنهيار بورتسودان

تقرير سوما المغربي

إشتد الوضع بالبرهان في الأيام الأولى للحرب فهرب إلى بورتسودان وأختارها عاصمة بديلة للخرطوم التي غادرها مرغماً والآن بدأت تتهاوى بورتسودان بعد الهجمات التي شنها الدعم السريع على مواقع إستراتيجية وليس مواقع المدنيين والآن يبحث البرهان عن عاصمة بديلة وعند الحديث عن عطبرة قد خرجت أصوات ترفض ذلك بإعتبار أن ذلك قد يجلب عليهم مسيرات كما حدث في بورتسودان. الآن بذات الطريقة وبذات الخوف يحاولون التنقل من عاصمة لأخرى وستكون عاصمتهم الآخيرة هي عاصمة التفاوض ولن يجدوا من يفاوضهم.

_قصة الهروب الشهيرة
شهد يوم الخميس 24 أغسطس2023، خروج القائد العام للجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان من مباني القيادة العامة بوسط الخرطوم، التي كان قد تحصن داخلها منذ اندلاع الحرب في السودان 15 أبريل بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع. لم يكن طوال هذه الفترة داخل مكتبه بقيادة الجيش، بل كان داخل سرداب من سراديبها الكثيرة (بدروم) التي شيدها وزير دفاع النظام البائد عبد الرحيم محمد حسين.
خروج البرهان لأول من أسوار قيادة الجيش التي تحاصرها قوات الدعم السريع طرح علامات استفهام كثيرة، خصوصاً أنّ توقيتها تزامن مع دخول (الدعم السريع) أهم قاعدة عسكرية في الخرطوم (سلاح المدرعات) وفرض سيطرته على حوالي 85% منها، بحسب تقدير مراقب عسكري، بينها مستودعات (هناكر) الدبابات والسيارات المدرعة ومخازن الأسلحة.
دار الكثير حول خروجه فقال البعض انه تم بعد توسط حمدوك سلفاكير لخروجه بصفقة وأنه لولاهما للقي حتفه فى القيادة العامة، و تداول بعض المواقع أحاديث عن صفقة سعودية لإخراجه مقابل الذهاب إلى جدة سعيا لوقف الحرب، بينما ظهرت أقاويل عن مروحية أقلته في عملية نوعية نفذت إجلائه ،وأما الرواية الأغرب كانت صورا وفيديوهات للبرهان وهو يخرج عبر مجاري المياه غطساً، وبين كل ذلك كانت النتيجة خروج البرهان من حصار القيادة العامة ثم لحقه بعدها بشهرين نائبه الكباشي.

_ مابعد الخروج من العاصمة
بعد خروجه قام البرهان بإجراء عدد من الزيارات التعبوية لمواقع القوات المسلحة المختلفة، شملت “قاعدة وادي سيدنا” الجوية في أقصى غرب أم درمان ومواقع عسكرية أخرى. كما ظهر في الشارع وهو يحتسي قهوة من صانعة شاي على قارعة الطريق. وواصل البرهان رحلته ليتوقف في عطبرة قبل أن يصل إلى بورتسودان التي أصبحت مقرا للحكومة يوم 27 اغسطس.
أنكر في خطابه الحماسي لجنوده في قاعدة فلامنغو البحرية في بورتسودان أن يكون خرج بواساطة أوترتيبات مع الدعم السريع ، وقال إنه خرج في عملية عسكرية تم تنفيذها بواسطة قوات الجيش.
وبحسب مصادر عسكرية عالية الموثوقية كانت قد سربت بعض المعلومات للإعلام ان خروج القائد المحاصر بهذه البساطة تم إثر اتفاق بادرت به دولة كبرى مع دولة خليجية – لم تفصح عنهما- بالتنسيق مع قوات الدعم السريع، على يسمحوا بخروج قائد الجيش من مقر القيادة العامة ، دون أن تتعرض له القوات التي تحاصر القيادة. وأكدت المصادر أنّ الغرض من الاتفاق (الصفقة) هي إتاحة الفرصة والمساحة لقائد الجيش لبسط نفوذه على الأرض وسط جيشه، خاصة أن الفراغ الذي تركه استثمرته الحركة الاسلامية بواسطة تنظيمها العسكري داخل القوات المسلحة ومليشياتها المساندة للجيش؛ والتي بدأت في التمدد في المجال العسكري، بل أصبحت تتحدث بلسان الجيش، الأمر الذي خلق مخاوفًا حقيقية من عودة التنظيم العسكري للإسلاميين الراديكاليين إلى حكم السودان مرة أخرى ، وقد كان بأن البرهان تعهد بحسم تحركات الحركة الاسلامية ( الإخوان) وتوغلها في الشأن العسكري، وأكد للوسطاء بدء قطع أي علاقة له معهم ما كذبته الوقائع لاحقا عندما أتحضت سيطرة الإسلاميين التامة على البرهان وجيشه وقيامهم بجرائم سفك وتطهير عرقي ضد الشعب .

_ هروب آخر
وصل البرهان إلى بورتسودان يوم الأحد ٢٧/ أبريل ٢٠٢٣، ولكن تسارعت الأحداث بعد إنسحاب الدعم السريع من الخرطوم التي لم يتمكن البرهان من العودة لإتخاذها عاصمة مرة أخرى ،فقد بدأت هجمات الدعم السريع بواسطة الطيران المسير على بورتسودان وضرب المناطق العسكرية الحيوية فيها، فهرب البرهان مرة أخرى
فيما بين الهروب الأول والثاني ظلت البلاد خالية تماما من وجود جهازي الخدمة المدنية والعسكرية بلد بلا محاكم ولا قضاء وبلا معلمين لم يتقاضي معظمهم رواتب منذ اكثر من عامين!!، والأطباء جأروا بالشكوى من الإعتداءات التي تقع عليهم من قبل ضباط وجنود ومرافقين للمرضي !!، ولا عاد احد في السودان يعرف من هو الذي يدير البلاد : البرهان ، مجلس السيادة ، الحكومة الباهتة ، الولاة ، المؤسسة العسكرية .. أم جهات اجنبية؟!!، حتى خرج قادة التيار الإسلامي في عدة مناسبات يعلنون سيطرتهم وعودتهم للحكم كما ظهرت شخصيات قيادية من حزب المؤتمر الوطني الإسلامي في بورتسودان لتعلن عودتهم للسلطة والحكم.
أما البرهان الهارب من الخرطوم كعاصمة للبلاد إلى بورتسودان وقد حول كل صلاحياتها للعاصمة الجديدة بورتسودان ونقل للعاصمة الجديدة كل مؤسسات الدولة ومجلس السيادة والحكومة والمؤسسة العسكرية وجهاز الخدمة المدنية والسفارات. وقرب الي جانبه الشخصيات القديمة عقار وكباشي وجبريل ومناوي، وشكل جيش صغير قوامه المليشيات والحركات الاسلامية والمستنفرين والضباط المتقاعدين، وسمح للسجناء السياسيين الفارين من سجن كوبر أن يعيشوا في أمن وأمان وتحت حماية أمنية ببورتسودان، هرب بعد كل هذا للمرة الثانية هو ومعاونيه من بورتسودان وخلف سؤال محوري هو أين ستكون العاصمة الجديدة البديلة لبورتسودان؟!.

_ ترك المواطن بواجه مصيره
حول بورتسودان مدينة شبة عسكرية خاضعة للاستخبارات العسكرية التي أحالت حياة السكان الي جحيم بسبب انتهاكات ضباط وجنود وأعضاء تنظيم براء بن مالك وكتائب المليشيات المتحالفة معهم، وقد ظهرت العديد من التصفيات والإنتهاكات، كما ظهرت أنواع من الجريمة المنظمة كظاهرة (٩ طويلة) التي كانت إبان سيطرة النظام السابق لعمر البشير والتي زعزع بها الأمن إبان حكومة الفترة الإنتقالية برئاسة حمدوك.، واليوم بكل الفوضى التي تعم شرق السودان هروب جديد للبرهان منها وترك ما تبقى خلفه بل وتعيين الدكتور كامل إدريس (المرشح السابق لرئاسة الجمهورية) كرئيس وزراء لحكومة الأمر الواقع ببورتسودان.

_ مراقبين للاحداث
تواترت أرآء الكثير من المراقبين حول ماهية ما ستؤول إليه الأوضاع ببورتسودان وصرح البعض أن ما يهم الآن، هو ما سيتخذه البرهان من خطوات بعد هذا الخروج. فما يهم الناس في المقام الأول والذي هو إنهاء هذه الحرب وإيقاف الاقتتال الدائر فوق رؤوس السودانيين، في حرب قتلتهم وانتهكت حرماتهم ودمرت بلادهم وشردتهم بين العالمين، وهم لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
سكان بورتسودان يتمنون من الله تعالى بفارغ الصبر انتهاء الحرب نهائيا ويغادر البرهان هو وجماعته بورتسودان للخرطوم مغادرة ONE WAY TICKET. منذ أن دخل البرهان بورتسودان والمدينة تشهد كل يوم محن وبلاوي وجلب لها المصائب والغلاء وازدحام الهاربين الفقراء المسحوقين من مناطق القتال ومليشيات تابعة للنظام تعيث فسادا ما بعده فساد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى