الرئيسيهتقارير

حميدتي .. خطاب الإنتصارات وتعليمات التقدم..   بقلم سوما المغربي

رسائل متعددة للقوات وللمواطنين تبشر وتحذر من القادم

 

 

حميدتي .. خطاب الإنتصارات وتعليمات التقدم..

 

 

(الشبلي) درمود .. اشادة معتبرة في الخطاب التاريخي بعد ترقية استثنائية

 

 

الجرحي واسر شهداء فاصل من كلمة القائد ووعد بغد احلى ..

 

 

رسالة تطمين لأهالي الشمالية والزحف والتطهير قادم

 

 

جارة السوء عنوان في الخطاب الشامل وحقائق تخرج للعلن

 

 

 

تقرير سوما المغربي

 

 

 

الدور التاريخي للقائد الفريق اول محمد حمدان دقلو (حميدتي) يجعله يخرج في خطابات تلازم المراحل المفصلية فحنكته وحسن تقديراته تجعله على علم بمواقيت التحولات فيسبقها بتوجيهات وتعليمات لجنوده ويبث رسائله مباشرة إليهم ويهنئهم على الإنتصارات ويؤكد الوحدة تجاه الأهداف، وتأتي خطاباته طبقا لفراسته السابقة لقراءات السياسيين المحللين للأوضاع وكان خطابه الأخير الذي تم بثه مساء الاثنين، قد أعلن فيه بدء ما وصفه بـ«مرحلة جديدة» من الحرب، وأرسل خلاله توجيهات بمهاجمة مدن ومناطق جديدة في وسط وشمال السودان، ومن بينها مدينة «الأبيض» حاضرة ولاية شمال كردفان، والولاية الشمالية التي عدّها حاضنة لأنصار نظام البشير من «الإسلاميين»، كما واصل اتهاماته للجيش باستخدام «أسلحة كيميائية» ضد قواته وتضمن خطابه نقاط عدة أثارت الرأي العام بالإجتهاد للوصف والتحليل لها.

 

 

_توقيت الخطاب ..

 

 

جاء الخطاب بعد أيام قليلة من معارك شرسة بين الجيش وحلفائه من جهة، وقوات «الدعم السريع»، في ولايات شمال وجنوب وغرب كردفان، خرجت قوات الدعم السريع خلالها بإنتصارات مكنتها من تحرير وأسترداد مدن وبلدات مهمة من قبضة الجيش، وهي: «النهود، الخوي، الدبيبات، أم صميمة، الحمادي، كازقيل»، وألحقت به خسائر فادحة في الأنفس والعتاد وأستولت على كميات من العربات والأسلحة والذخائر.

وقد عد المحللين ذلك تغييرا محوري وأستراتيجي في تغير مسار الحرب والتوقيت حاسم ومهم حيث أنه يشير لنهاية وجود الجيش في ولايات دارفور وكردفان ونقل المعارك لتحرير مدن وبلدات الوسط والشمال ولذا فإن الاستيلاء على تلك المناطق فتح الطريق أمام الدعم السريع، وجعلها تقترب من المدينة الاستراتيجية الأبيض.

وقد خلق الخطاب تباينات كثيرة حول توقيته ومحتواه، فالبعض من أبواق الفلول عدّه مجرد دعاية حربية وحرباً نفسية ضد الجيش وحلفائه، ولكن الأكثرية ذهبت إلى حقيقة أن التهديدات التي عدّت «تصعيداً خطيراً» يمكن أن توسع رقعة الحرب مجدداً، بعد أن تراجعت غرباً، إسناداً للمعرفة التاريخية بأن القائد حميدتي ينفذ كل ما يصرح به من أقوال.

 

_ أبرز ما جاء في الخطاب:

 

< كان الأبرز الجانب العسكري والتقدم حيث ذكر القائد حميدتي أن قواته تمكنت من “القضاء على القوة الصلبة للجيش” خلال تحرك الصياد، متهماً إياه باستخدام “أسلحة كيميائية” عبر براميل متفجرة.

 

< حديث القائد العام عن الهدف القادم قريبا بـ”اجتياح مدينة الأبيض والولاية الشمالية”، كما توعد بملاحقة ما وصفهم بـ”المطلوبين” في مختلف المدن السودانية، معتبراً إيهم “أهدافاً مشروعة”.

 

< إعلان صريح بإغلاق أبواب التفاوض من بعد تاريخ بدفعه تجاه السلام سابقاً ولكن جاء إعلانه اليوم بالمضي في الحرب وأعلن رفضه المشاركة في أي مفاوضات بمدينة جدة، وتناول بشكل لاذع ما تم تداوله دعوات الشيخ محمد هاشم الحكيم للسلام وحديثه عن التفاوض.

 

< في سابقة لبث روح الحماس والتقدير لجنوده أعلن القائد حميدتي عن ترقية ميدانية فورية حيث قام بترقية أحد الشباب الميدانيين وهو حماد درمود بشكل مفاجئ أثناء الخطاب وارسل له تهنئة خاصة، مما يسهم في تعزيز الروح المعنوية بين صفوف قواته ودفعهم نحو إنتصارات جديدة.

 

< وكان من الأهم مما ورد بخطابه إلى قواته إظار إهتمامه ومتابعته لهم وعده بتحسين الخدمات الطبية حيث توجه بالحديث للجرحى من قواته، واعداً إياهم ببناء منشآت ومدن طبية متخصصة لعلاجهم ورعايتهم حاثا لهم على الصبر والقوة وأن القادم هو الأفضل فهم موضع عناية منه.

 

< جدد القائد توجيهه بلغة خطاب مباشرة تنديده تجاه دول إقليمية تقف مساندة للجيش حيث أتهم الجيش السوداني بتلقي دعم عسكري من مصر، كما قلل من شأن دور القوة المشتركة في المعارك الجارية وأن الجيش يقدم قيادات من القوات المشتركة لقيادة المعارك نيابة عنه.

 

 

< جدد القائد حميدتي حديثه بحسن معاملة الأسرى وإبراء الذمة بتوجيهه المباشر بتقديمهم لمحاكمات ميدانية كما سبق في عدة خطابات له حيث تناول واقعة الدهس لأحد جنود الجيش الأسرى وتعهد بمحاسبة المسؤولين عن الحادثة مشدداً على قواته الإلتزام بالتعليمات بخصوص هذه المسألة.

 

 

_ عبارات ورسائل من القائد

من خطاب القائد العام لقوات الدعم السريع:

 

إنتصار قواتنا في كردفان درس للعدو المغرور والتحالفات الأجنبية.

الأشاوس سحقوا متحرك “الصياد” في الخوي رغم التسليح المتقدم والدعم الدولي.

ندعو أبطال الدعم السريع لاستكمال المعركة: 70% من قوة العدو دُمّرت وعليكم بالقضاء على الـ 30%.

رسالة إلى القادة الميدانيين عليكم بدفن الهلكى وتطويق الهاربين.

 

لا مجاملة بعد اليوم في أرض المعركة.

 

حزين على الإذلال الذي تتعرض له حركات الارتزاق بعد المعارك وأيضًا في العلاج.

 

“يا أبيض يا أسود.. يا معانا يا ضدنا”.

 

أقول للأشاوس: الكرة ذهبية أمامكم الآن .. لا للتراخي.

 

تحذير بشأن الأبيض: “لا تتركوا الدواعش يهربوا..”.

 

الفارس المقدام: هدفان للصياد: إبعاد المعركة عن الشمالية أولاً وتحقيق أهداف عسكرية أخرى.

 

رسائل إلى أهل الشمالية: لا تغادروا منازلكم، وأعداؤنا مرصودون.

 

القوائم جاهزة والمحاسبة قادمة.

 

لا تنخدعوا بالأكاذيب، قواتنا لا تعتدي على الأبرياء.

 

تأخر “تنظيف الداخل” هو ما أوصلنا لهذه المرحلة.. لكن رُب ضارة نافعة.

 

_ خطاب تأكيد الأهداف

حوى الخطاب حديث سابق يفهم في سياق تجديد الأمر والمضي فيه، حيث أوضح حميدتي في خطابه الهدف الذي ذكره سابقاً بتوسيع رقعة الحرب لتطول مناطق جديدة، واستمرار القتال حتى تصل قواته للعاصمة المؤقتة بورتسودان.

ومن جانب آخر مما عد تنبيهاً وتهديدا، حيث كرر قائد الدعم السريع اتهاماته لـمصر بدعم الجيش السوداني وتزويده بأسلحة وذخائر، وقد ألمّح إلى دور إريتريا داعم للجيش أيضاً، في الوقت الذي يدعم فيه الإسلاميون السودانيون «الإسلاميين» الإريتريين المناوئين لنظام حكم الرئيس «آسياس أفورقي»، الذي يُعد من داعمي الجيش الرئيسيين. وتناول بوضوح أن الجيش يستخدم «أسلحة كيميائية» ضد قواته.

 

وبدا لافتاً كذلك، تمسك حميدتي برفض العودة إلى مفاوضات جديدة مع الجيش، ورأى أن الحرب تقترب من الانتهاء لصالحه، والوصول للعاصمة المؤقتة بورتسودان يعد أهم ما جاء في الخطاب.

وفسر المحللين نبرة التصعيد بأنها غالباً ترتبط بتطورات عسكرية لأنه «لأول مرة تنضم للقتال معه قوات جديدة هي قوات تجمع (قوى تحرير السودان) بقيادة الطاهر حجر، وحركة (تحرير السودان – المجلس الانتقالي) بقيادة الهادي إدريس، وقوات حركة (العدل والمساواة) بقيادة سليمان صندل، و(الحركة الشعبية لتحرير السودان) بقيادة عبد العزيز الحلو، بكل ثقلها وخبرتها القتالية».

كما ذهب البعض أن حديثه من منطلق إكتمال تجهيز القوات والعتاد للمرحلة المقبلة وتمام تموضع القوات التي أعلن عنها سابقاً مما ينذر بتطورات ستشهدها المعارك الميدانية في الفترة القادمة.

 

_ محللين ومراقبين

 

 

يرى الكاتب والمحلل الصحفي الأستاذ محمد لطيف أن “مصدر القوة في حديث حميدتي، يكمن في أنه جاء بعد «تحقيق ثلاثة انتصارات كبيرة على الجيش وحلفائه، مكنته لأول مرة من السيطرة على (نقطة الوصل) بين غرب السودان ووسطه وشماله، حيث أن عدم سيطرة قوات حميدتي على هذه النقطة الاستراتيجية، كان أحد الأسباب الرئيسية التي اضطرته للإنسحاب من الوسط، ولكن الآن استعاد السيطرة شبه الكاملة على كردفان الكبرى، وأصبحت خطوط إمداده متصلة، وهذا في العمل العسكري مهم واستراتيجي، وأن سيطرة حميدتي على «نقطة الوسط»، تجعله قادراً على الوصول لكثير من المناطق في الوسط والشمال، وأن خطاب الرجل، بما جاء فيه يمثل تهديداً حقيقياً لتلك المناطق”.

ويعتقد المحلل السياسي أ. محمد لطيف أن الخطاب جاء «تصعيدياً بامتياز»، حيث نبرة التهديد الواضحة لمناطق محددة والتلويح بدخولها، تشير إلى أن الرجل ربما أصبح ينطلق من مركز قوة».

قال الباحث الأستاذ السر السيد، إن الخطاب يتناغم مع ما قاله سابقاً، ووصفه بأنه «تعبوي بامتياز»، وتوقف عند «الخطاب الديني» الذي حمله الخطاب. وأضاف: «أهم ما في الخطاب أنه موجه للدعم السريع، ويتضمن رسائل حرب نفسية، بما في ذلك كشف معلومات عن تسليح الجيش وقدراته وكوادره والمتعاونين معه».وأشار السيد إلى أن حديث حميدتي لم يتضمن بعداً جهوياً أو قبلياً، وحمل تطمينات للمواطنين في المناطق التي قد تستهدفها قواته، خاصة في الولاية الشمالية وعدم تهديد حياتهم، وقال: «لكن المفارقة أن الرجل لا يزال يعتقد أن الولاية الشمالية معادل موضوعي للمركز وحاضنة للجيش».

وحذر من توسيع رقعة الحرب واستمرارها، وقال إن «الخطاب يشير تلميحاً إلى قوة الجيش وحلفائه، وتعقيدات إمكانية هزيمته»، مبدياً دهشته من تجاهل الخطاب لـ«سيرة (تحالف تأسيس) الذي يتزعمه، وتعيين رئيس وزراء جديد من قبل الحكومة المدعومة من الجيش».

 

 

_ خلاصة..

 

جاء خطاب القائد العام لقوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو واضحاً ومباشراً يحمل مضامين مفهومة السياق جلية الكلمات وجهها لجنوده وقياداته الميدانيين وتوضيح بما هو قادم يكاد يوصف بأنه كشف للخطط والإتجاهات حيث عين المناطق المستهدفة تمامآ، وتناول عدة قضايا فيما يهم الشأن الداخلي، في لغة خطاب مفهومة لجنوده أعتبروها تعليمات مباشرة من القيادة واجبة التنفيذ في ردود أفعالهم تجاه الخطاب والذي بين عمق المعرفة والمتابعة لجميع التفاصيل صغيرها وكبيرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى