تقارير

بدأ في العام ١٩٥٥ ما بين (أمريكا _روسيا قد دنى عذابها) و بن لادن .. مشوار في تبني الإرهاب في السودان!!

تقرير : آدم الجدي

الجنرال إبراهيم عبود


منذ ميلاد دولة (56) التى أسس لها الجيش السوداني بتنفيذ أول انقلاب عسكري على يد الجنرال إبراهيم عبود الذي استولى على السلطة في العام 1958م ومنذ ذلك التاريخ بدأ تراجع الدولة السودانية من الإطار القومي إلى الجهوي والاثني والتحول من الاعتدال إلى (الادلجة) وتبني المشروع الإرهابي.

بداية الإرهاب في السودان ..


بدأ نشر الإرهاب فى السودان عندما خاض الجيش معارك ضارية أدت لإبادة جماعية في حق الشعب استمرت لمدة تزيد عن ال (50) عاما. كلها حرب أهلية في جنوب السودان بدأت فى أغسطس عام 1955 واستمرت حتى 2005 م انتهت بتوقيع إتفاقية نيفاشا للسلام التى أدت لفصل جنوب السودان .


تسليح القبائل..


كانت البداية المحزنة أيام حكم الجنرال إبراهيم عبود وفي عام 1963 انطلقت شرارة تمرد جديدة في مديرية أعالي النيل جنوبي السودان وكانت أكثر اشتعالا من الأولى،
اتخذت السلطات العليا قرارا بتسليح سلاطين قبائل النوير في مراكز الناصر وأكولو وفنجاك، بانتيو، وكذلك قبيلة المورلي في البيبور والدينكا في مركز بور وقبيلة الشلك في مركز كدوك.كانت هذه هي المرة الأولى التي تم فيها تسليح للقبائل عن طريق سلاطينهم بحجة حماية أرواحهم وأموالهم .
وحكومة إبراهيم عبود هى أول من فتحت الباب للإرهاب وسط المواطنين حتى اطيح به بعد عام من تسليح القبائل في جنوب السودان .


التسليح تحت ستار حماية القطعان!!


وفي عام 1972 تم توقيع اتفاق بين الحركة الشعبية التي تقود الكفاح المسلح باسم أبناء جنوب السودان ضد نظام الرئيس جعفر نميري الذي استمر فى الحكم من (1969 – 1985).
قضى بتسليح الشباب من أبناء الدينكا وكان الغرض هو حماية رعاة الماشية الذين يتحركون في رحلة نصف سنوية أثناء فصل الصيف من الشمال الغربي إلى الجنوب، بحثا عن الماء والعشب ودائما ما يقع قتال بين الرعاة والسكان المحليين في الجنوب أو قطّاع الطرق المسلحين بتحريض سري إستخباراتي مفضوح.


أمريكا روسيا قد دنا عذابها !!


هذا هو الشعار الذى تسبب فى كارثة البلاد وكل العالم سمع بشعارات (أمريكا روسيا قد دنا عذابها) ، وقد أصبحت اناشيد رسمية تردد فى طوابير الصباح فى كل المدارس ومراكز التدريب العسكرية والمؤتمرات حتى أصبحت سببآ جوهريآ لأن تفرض امريكا عقوبات على السودان .
ورغم أن الجميع يعرف بأن من يتبنى تلك الشعارات هي حكومة ثورة الإنقاذ السودانية آلتي تبنت خط الإرهاب والتهديد والوعيد ليخرج لوسائل الإعلام القيادي بالمؤتمر الوطني، د. قطبي المهدي نافيآ تبني الانقاذ الشعارات المعادية لأمريكا وروسيا وقطع بحق السودان في دفع مطالبات لأمريكا لتعويضه عن الأضرار التي وصفها بالبليغة التي حاقت به جراء العقوبات الأمريكية بسبب تهيؤات أمريكية تمت بضغوط من (اللوبيات) متناسيا أنهم سبب رئيسي فى افقار الشعب وحصار البلاد والعباد .


تكوين الدفاع الشعبي !!


عملت الإنقاذ على حشيد وعسكرة المواطنين بعد تبنها الإرهاب بتكوين قوات الدفاع الشعبي فى العام 1989م واعتبر جزء من القوات المسلحة السودانية تم تشكيلها من المواطنين تم تدريبهم في معسكرات مغلقة واخرى مفتوحة وهى ذات (ايدولوجية) إسلامية وحسب تكوينها كان الهدف منها محاربة الجماعات المتمردة ولكن فى الحقيقة هي قوات أسست للقيام بالأعمال الجهادية وتنفيذ توجيهات محددة داخليا وخارجيا ودعم الجماعات الإسلامية خارج البلاد بالمجاهدين وهي خليف للإخوان المسلمين فى السودان وولائها للحركة الإسلامية، عملت على إبادة المواطنين فى جنوب السودان باسم المجاهدين ونفذت اغراض عسكرية ضد مدنيين وأهداف فى دارفور وكردفان والنيل الأزرق .

تأسيس الشرطة الشعبية !!

تم انشاء قوات الشرطة الشعبية في عام 1989، كانت نظريًا تحت إشراف المدير العام للشرطة، ولكن فى الواقع هي ميليشيا مسيسة تسعى لفرض (المعايير الأخلاقية) بين السكان المسلمين والمسيحيين في السودان
، ونفذت اعمال إرهابية كثيرة وسط المجتمع مما جعل العالم يندد بأعمالها الوحشية والعنف ضد المرأة عبر قانون النظام العام الموجه لتصفية الحسابات السياسية والاجتماعية .
تم حلها فى 2019/11/8م بموجب قانون تفكيك نظام التمكين.

إستضافة أسامة ابن لادن !!


وفى العام 1991م وامتدادآ لرعايتها للإرهاب والارهابيين قامت الحكومة السودانية برئاسة الرئيس المخلوع عمر البشير بإستضافة الإرهابي أسامة بن لادن مؤسس تنظيم القاعدة بعد خلافه مع العائلة الحاكمة في المملكة العربية السعودية بشأن دعمها للولايات المتحدة في حرب الخليج ضد العراق
ليعيش فى ارض السودان التى باتت في قبضة جماعة الإخوان المسلمين، عبر انقلاب عسكري تحت اسم «الإنقاذ» وقع في 30 يونيو 1989م، والذي قام بتخطيطه عراب الجماعة في السودان، الراحل د. حسن الترابي، ولكنه غادر السودان رداً على الضغوط السياسية من الولايات المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية ، أمر البشير بطرد بن لادن في عام 1996م.

إيواء الإرهابي كارلوس !!


في 16 أغسطس 1993م حطت طائرة الخطوط الجوية الأردنية بالعاصمة السودانية الخرطوم قادمة من مطار الملكة علياء الدولي، كان على متنها مجموعة قليلة من المسافرين، وبينهم مسافر يحمل جواز سفر دبلوماسيا ألمانيا، لم يكن ذلك الشخص سوى إليتش راميريز سانشيز الشهير ب(كارلوس)، الذي كان هدفا ثمينا لكل أجهزة المخابرات الغربية.
استقر كارلوس في غرفة بفندق هيلتون في الخرطوم، وقضى بضعة أيام هادئا، قبل أن ينتقل إلى مسكن بحي الرياض الراقي شرق العاصمة، أمنه له أحد مسؤولي المؤتمر الشعبي . كان المنزل قريبا من المطار والسفارة الفرنسية، ولا يبعد كثيرا عن بيتي أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وحسن الترابي رئيس السودان الفعلي .
وفي يوم 14 أغسطس 1994م انتهت تماماً (اسطورة) كارلوس الذي لقب بابن آوى وتم نقله من الخرطوم إلى باريس علي متن طائرة خاصة باتفاق أمني إستخباراتى بين البلدين استفادت الحكومة السودانية منه ماليا ولوجستيا .

تشكيل (الجنجويد) !!

حرس الحدود وما اطلق عليه (الجنجويد) هي الميليشيا الأكثر إرعابا للمواطنين في دارفور، وكان يقودها الشيخ موسى هلال المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب وإبادة عرقية وتجاوزات قانونية إرهابية جعلته مطلوب دوليآ ضمن (50) شخصية سودانية أخرى ..
وجاء تأسيس (الجنجويد) بعد حادثة مهمة الحركات المسلحة للجيش فى مدينتي الفاشر ونيالا.
وبعد أن أصبح اسم (الجنجويد) اسم إرهابي قررت قيادة الجيش السوداني تغيير الاسم إلى “قوات حرس الحدود”، وهنا بدأت بدعة تأسيس الجيوش القبلية وتقنينها بالقوانيين .
مع تواصل الإرهاب والقتل فى دارفور وكردفان والنيل الأزرق منذ العام 2003م ولا زال مستمر حتى اليوم .

تكوين الدعم السريع ..

وبعد أن انتشرت الفوضى وأصبح اسم السودان على لسان كل شخص واتهامه بتهريب البشر وايواء الإرهابيين
تم إنشاء قوات الدعم السريع بموجب قانون أجازه المجلس الوطني في جلسته رقم (43) من دورة الانعقاد الرابعة فى 18 يناير 2017م وهى قوات عسكرية قومية التكوين تعمل تحت إمرة القائد العام وتهدف لإعلاء قيم الولاء لله والوطن وتتقيد بالمبادئ العامة للقوات المسلحة السودانية والعمل الإنساني .


استمرار التحشيد الإرهابي..


وبنشوب الحرب فى السودان وجد قيادة الجيش السوداني و(الفلول) ضالتهم فى إيواء زعماء التنظيمات المتطرفة التي لا تؤمن الا بالقتل كوسيلة لتحقيق الغايات والأهداف فعملت قيادات الاخوان والجيش فى تكوين تنظيمات إرهابية كثيرة أولها كتائب البراء بن مالك ودرع السودان والمقاومة الشعبية المسلحة .. الخ .

الخاتمة

هذا نموذج مختصر من الافاعيل الإرهابية التى تبناها الجيش السوداني منذ ميلاد دولة (56) وحتى اليوم حتى تم اقتران اسم السودان بالإرهاب وتبني الفكر الإرهابي (الداعشي) ودفع الشعب السوداني الثمن غاليا عندما أعلن الجيش الحرب ضد قوات الدعم السريع فى الخامس عشر من شهر أبريل 2023م عندما رفض الاتفاق الإطاري الذي يؤسس لدولة مدنية ديمقراطية تحارب الإرهاب والتهديد والوعيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى