
تقرير : الأشاوس
معروف أن الفريق أول صلاح عبد الله قوش، هو سياسي سوداني، كان يشغل منصب رئيس جهاز الأمن القومي السوداني، ومستشار الرئيس السوداني عمر البشير حتى أغسطس 2009. وفي عام 2012، حُكم على قوش بالسجن بعد إدانته بالتخطيط لانقلاب، لكن أُفرج عنه لاحقاً بموجب عفو رئاسي. وفي فبراير 2018، عينه الرئيس السوداني عمر البشير مديراً للمخابرات مرة أخرى.
يقول الصحافي الأميركي مارك قولدبيرج الذي يكتب في «نيويورك تايمز» والمتخصص في الشؤون الأفريقية: «يوجد اسم قوش ضمن لائحة قدمت إلى مجلس الأمن تضم 17 شخصا يعتبرون من أهم الشخصيات المتهمة بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور ويعرقلون السلام في الإقليم». ويقول أيضا إنه «مسؤول عن اعتقالات تعسفية والتضييق والتعذيب وإنكار حق المعتقلين في محاكمات عادلة». ويصف قولدبيرج قوش بأنه «عقل الحكومة السودانية» المدبر .
تسليح الجنجويد
في عام 2005م أجرت إحدى وكالات الأنباء الغربية حديثا نادرا مع صلاح قوش حيث أقر لأول مرة بأن الحكومة تسلح ميليشيات الجنجويد في دارفور، مشيرا إلى أنهم لن يرتكبوا الخطأ نفسه في شرق السودان. وأقر في تلك المقابلة أن هناك انتهاكات لحقوق الإنسان حدثت في دارفور وأن الذين ارتكبوا تلك الانتهاكات سيقدمون إلى المحاكمة ولكن لم يقدم اى شخص لأى محاكمة حتى الآن .
ماهى علاقة قوش بالسي اى ايه ؟؟
علاقة قوش مع (سي.آي.إيه) تحدث عنها الأميركيون كما تحدث عنه السودانيون، عندما كشف مصطفى عثمان إسماعيل، وكان يومئذٍ وزيرا للخارجية، النقاب عن هذا التعاون، وقال إن (التعاون في هذا الصدد ) (الحرب ضد الإرهاب) باتت سياسة عالمية، ونحن نقوم بذلك في إطار واجبنا كعضو في المجتمع الدولي وما يمليه الواجب من ضرورة التصدي لهذه الظاهرة). وأكد أن هناك تعاونا استخباراتيا بين واشنطن والخرطوم. وهذا التعاون سيؤدي إلى فتح (مكتب اتصال) خارج السفارة السودانية في واشنطن، للتنسيق بين جهاز المخابرات السوداني ووكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه). وهو التعاون الذي جعل الوكالة تعترض بشدة على إدراج اسم قوش ضمن المتهمين بارتكاب (جرائم حرب) في دارفور بسبب تعاونه الأمني مع الأميركيين. وتعرضت (سي.آي.إيه) نتيجة تعاونها مع قوش إلى حملة إعلامية ضارية في الولايات المتحدة، إلى الحد الذي جعل بورتر غوس مدير (سي.آي.إيه) يتراجع عن عقد اجتماع مع قوش حين زار واشنطن. وكان يدرك الأميركيون أهمية قوش بالنسبة لهم،
علاقة قوش بابن لادن
يقول جون برنبيرغ المستشار السابق في البيت الأبيض خلال فترة حكم الرئيس الأسبق بيل كلينتون (كنا نعرف أن قوش هو المرافق اللصيق لأسامة بن لادن خلال وجوده في الخرطوم من 1990 إلى 1996، وهو الذي ساعده على إنشاء مشاريعه التجارية والمالية) وبذلك فإن قوش فى نظر الامريكان فهو الراعى الاول لمشروع الإرهاب العالمي والفكر التطرفى .
تعينه مديرآ لاجهاز مرة ثانية
وعندما استعصت الأمور السياسية وانتفض الشارع فى وجه حكومة البشير قام الرئيس عمر البشير في 11 فبراير 2018م ، بتعين صلاح قوش مديراً لجهاز المخابرات والأمن الوطني، خلفاً لمحمد عطا ظانآ منه أنه يستطيع كبح جماح الثوار ويخمد نار الثورة ولكن .
إستقالة غير متوقعة
بالرغم من الذى قيل إن صلاح قوش هو من سهل للثوار عملية الاعتصام أمام القيادة إلا أن المجلس العسكري الانتقالي في السودان أعلن السبت الموافق 14 أبريل 2019م ان رئيس جهاز الأمن والمخابرات الوطني صلاح عبد الله محمد صالح المعروف باسم صلاح قوش استقال من منصبه. وقال المجلس في البيان (صادق الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن رئيس المجلس العسكري الانتقالي على الاستقالة التي تقدم بها الفريق أول مهندس صلاح عبد الله محمد قوش من منصبه كرئيس لجهاز الأمن والمخابرات الوطني) .
اتهامات أبناء الفور وحركة عبد الواحد
وعرف فى عهد قوش إلصاق كافة التهم التى تنطوي تحت طائلة تهديد الأمن القومي لأبناء قبيلة الفور وحركة عبد الواحد محمد نور المتواجدين في الجامعات السودانية والعاملين فى المؤسسات الحكومية والعسكرية حتى يجد مخرج للتخلص منهم بالادانة أو التصفية
انقلاب قوش على البشير !!
صلاح قوش الذي استأمنه عمر البشير ووضعه على رأس اقوى جهاز لحماية الحكومة خان العهد والأمانة ودبر انقلاب عسكري بصحبة العميد ود ابراهيم ضد رئيسه عمر البشير بايعاذ من عناصر الحركة الإسلامية التى رأت أن عمر البشير حاد عن طريقها وأصبح عاق ولا ينفذ مشروعها .
تجارة الأسلحة
وظهر مؤخرآ اسم قوش حينما أعلنت أجهزة الأمن الإماراتية إحباط محاولة لتمرير أسلحة وعتاد عسكري إلى القوات المسلحة السودانية بطريقة غير مشروعة، مبينة أن المدير السابق لجهاز المخابرات السوداني صلاح قوش يدير عمليات إتجار بالأسلحة.
وقال النائب العام د. حمد سيف الشامسي، في بيان إن أجهزة الأمن تمكنت من إحباط محاولة تمرير كمية من العتاد العسكري إلى القوات السودانية، بعد القبض على أعضاء خلية متورطة في عمليات الوساطة والسمسرة والإتجار غير المشروع في العتاد العسكري، من دون الحصول على التراخيص اللازمة من الجهات المختصة، وفق ما نقلت (وام) .
عودة قوش إلى بورتسودان
بعد طول سنين وعمليات اختفاء فى العاصمة المصرية القاهرة وبعد أن ظهر اسمه ضمن الذين أعلنت الامارات ضلوعهم فى عمليات تهريب وتمرير أسلحة للجيش السوداني
نشرت صحيفة مصادر قبل أيام خبر وصول قوش إلى بورتسودان، مما أثار جدلاً واسعاً حول توقيت العودة وربطها بعدد من القضايا الداخلية والخارجية التي تشغل الرأي العام السوداني
فى ظل استمرار العمليات العسكرية والتفجيرات الكبيرة التى شهدتها المناطق العسكرية في بورتسودان وعدد من الولايات بواسطة مسيرات مجهولة المصدر ورغم كل التأكيدات بوصل قوش إلى بورتسودان إلا أن قائد (البراء بن مالك) المصباح أبوزيد طلحة علق عبر صفحته فى منصة اكس عم الجدل القائم حول عودة الفريق أول صلاح قوش، مدير جهاز الأمن الأسبق. حيث قال المصباح في تغريدة على صفحته الرسمية (لا صحة لما يُتداول عن وصول سعادة الفريق أول صلاح عبدالله قوش للسودان، حفظه الله) .
لماذا النفي من المصباح ؟!
النفى الذي نشره المصباح يؤكد وصول قوش وفي مهمة سرية تخدم العناصر الجهادية أكثر من الجيش نفسه وحتى لا تتكشف التفاصيل سارع قائد البراء بن مالك بنفى الخبر حتى يصرف انظار الناس من عودة قوش .
ماذا قال الخبراء
أكد عدد من الخبراء الامنيين وصول صلاح قوش إلى بورتسودان قبل زيارة ترامب إلى الشرق الاوسط بطلب من البرهان للتفاكر فى عملية إدارة العمليات والاستفادة من علاقته بالسي اى ايه لتمرير بعض الأجندة عبرها للتأثير على ترامب والعمل على إدانة دولة الإمارات وفرض عقوبات عليها واعتبار الدعم السريع منظمة إرهابية بالإضافة لإيجاد وسائل بديلة لاستيراد وتمرير أسلحة إلى السودان عن طريق مطارات أخرى بديله لدولة الإمارات العربية المتحدة .
بينما يرى مراقبون آخرون بأن زيارة قوش هى تحصيل حاصل ولن تجدى نفعآ وجاءت بعد فوات الاوان.
الاعتماد على صلاح قوش بعد هذه المتغيرات الاقتصادية والأمنية واتكشاف دور الجيش وقياداته فى استخدام الأسلحة الكيميائية والجرثومية ضد المواطنين الأبرياء لن يفيد وانما ضرره أكثر من نفعه وزيارة قوش التى جاءت قبل اسابيع وكشفها الان ما هو إلا استهلاك اعلامي لصرف النظر عن العقوبات الأمريكية على الجيش السوداني لارتكابه جرائم حرب ولاستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين .