أسباب الحرب.. معالم بارزة في طريق الحل

اولها محاولات فصل غرب السودان
تحليل : موسى عثمان عطية
هذه الحرب التي تعرَّض فيها الشعب السوداني وقوات الدعم السريع للغدر، وفُرضت عليهما، لها ثلاثة أسباب وغاية محددة:
أولا: استمرار الحركة الشيطانية في الحكم، وتلويث الشعب بكافة المعاصي، ووعدهم بالفقر.
ثانيا: وجود تهديد حقيقي من قوى نورانية، طيبة، صافية، كشفية، على استمرار وجودهم.
ثالثا: استمرار سيطرة مصر (معقل الشيطان تاريخيًّا).
رابعا: الغاية : فصل الإقليم الغربي.
(الغاية من فصل الإقليم الغربي)
لأنها تشكل تهديدًا ماحِقًا لأمن المنظومة الشيطانية ومعقلها، ولأنها الإقليم الوحيد الذي رفد بالأغلبية الثورة المهدية برجال “أشاوس الأمس”، وطئت أقدامُهم أرض مصر (معقل الشيطان)، وكادت أن تُطَأَ أقدامُهم الأراضي المقدسة لولا أن تداركت المنظومةُ الأمر. وبالتالي، الغايةُ هي قطع الطريق؛ حتى لا يتكرر الأمر.
ولذلك، منذ ذلك التاريخ، ظلَّ هذا الإقليم لا يغيب عن نَظَرِهم. فتلك المنطقةُ الرَّهيبةُ ذات الأسرارِ تمثّل خطرًا كبيرًا عليهم. وبهذا نأتي بِبعض التّنبؤات:
(أ) الانفصال هو هزيمةٌ في هذه المعركة المصيريَّة، وبِذلك يكون قد تحقَّقَ الهدف مِن قِيام هذه الحربِ من الأَصل.
(ب) هذه الحرب مرتبطة بِشكل أَو بِآخر بالحرب على غزة؛ فعندما ينفصل الإِقليم الغربي، عندها يتسنَّى لهم إِنهاء الوجود الفلسطيني بِالكامل
فِي حال تحقَّقت تلك الغاية، فهو هزيمة للإِسلام والمسلمين وانتصار للحركة الشَّيطانيَّة؛ التى سدت بهذا الفعل جميع السبل أمام أي تهديد محتمل لأمن الأَرض المقدسة وأَرض المعقل (مصر). أَمَّا مسأَلَة الموارد فتأتي لاحقًا، ولديهم حلُول مُستقبليَّة لها، وليست ذات أَهميَّة كُبرى.
السؤال الذي يطرح نفسهُ: ما شأْننا نحن، وما دور الدول العربِية الأُخرى؟!
الحقيقة: إِنّهم ليسوا العرب الحقيقيين المخوَّلين لتحقيق تلك الغاية في هذا التَّوقيت، الذي يشكل ذروة الحضارة الغربية” اليهُوديّة المسيحيَّة”. ومهما حاولُوا لن يقدرُوا على تحرير “الأَرضِ المقدسة”.
الأَمرُ لَا يتحقَّق بجبال “ذهب نساء الكيزان”، أَو “صواريخ المقاومة”، ولا بطائرات البيرقدار “التُّركية”، أَو صوارِيخ زلزال الإِيرانِية.
الأَمر ليس بِهذه البساطة، وليست هذه هي القُوة والخيل الكافية اللذين أَمرنا اللَّه بِأَن نعدهما لَهم. الحقيقة: تلك الدول، مع تلك الإِمكانيات المُحترمة، لا تزالُ ضعيفةً أَمام الآلَة الإِسرائِيلية، وهي دُول تحت رِعاية المنظومة الشيطانية.
لكن ما الحل؟ الحل عند العرب فقط ولكن ليس اي عرب، بل العرب هل السودان أصحاب الكدمول الذين يحملون الدماء الأصيلة السلالة(strain) الرئيسية الأولى من العرب. وهي ليست كعروبة(عمسيب)و(عبد الله علي ابراهيم) اللذان يبحثان عنها في علم الجينات “.. j1 j2 E” إذ هي عروبة عالية المستوى، وذات قداسة، محفوفة بالاشواك.
السؤال الذي يُطرح: متى يتم تحرير الأرض المقدسة، وكيف؟
وهو سؤال مهم سنجيب عليه، لكن السؤال الأهم: لماذا نريد تحريرها؟
في حال انفصال الإقليم الغربي، فهذه نهاية الأمر بتحرير الأرض المقدسة “هجوماً عسكريّا”، فبهذا قد تسنى لهم وضع عراقيل كثيرة في سبيل الوصول إلى الأرض المقدسة، وبهذا ضمنوا الأمان الكامل لتحقيق مشروعهم. إذ إنهم لا يعولون على أولئك الأعراب الآخرين (المجاورين لهم أو البعيدين) في قدرتهم على مواجهتهم. هنا توضح الرؤية أن هذه الحرب التي أشعلتها الحركة الإسلامية في السودان تجاه “الدعم السريع” والمواطنين هي حربٌ لاستئصال الإسلام من جذوره خاصاً وان فيها دعوات لاستهداف الحواضن.
جاء في صحيفة “صَدَى البَلَد” الإلكترونية بعنوان: (معركة نهاية العالم.. إسرائيل تكشف أهدافها صراحةً لتحويل صراع غزة إلى حرب دينية شاملة)، بتاريخ الخميس 26 أكتوبر 2023 – 03:38.
وعليه، نحن نواجِه حربًا دِينيّة يُقتلُ فِيها المُسلمون في غزة وفي السودان بِدهَاءٍ شَيطانِيٍّ، وخُبثٍ لَا مثيلَ لَهُ. وعليه يجب علَى الشَّعب السوداني وعلى الدعم السريع مُواجهة هذه الحركة الشيطانية وإنهاء وجودِها من كافَّة أَراضي السودان؛ إذ إنَّ هذه الحرب أَصبحت مقدسةً بِالنّسبة لنا نحن.
، وهنا نقترب مِن الإجابة علَى سؤال: لماذا نرِيد تحرِير الأَرض المقدسة؟ أَو ما المقصد في أن نجاهد لتحريرها ؟
الحقيقة أَنه ليس علينا أَن نحارِب العالم كُله بِالسلَاح لنشْر الإسلام، بل الجِهَاد في توقيت هذه الحضارة (اليهودية المسيحية) أن نجاهد أنفسنا أولاً، ثم ثانياً أن “نحارب” الشَّيطان المتمثل فِي المَنظومة الشيطانِية ومعقلهَا الَّتِي تحكم العالم. إذًا، مَا المقصد مِنْ تحرِير الأَرض المُقدسة؟
هو “لِننهِي” حُكمها للعالم وإفسادها لَهُ بإِشعال الحروب، وإِفقار الدّول، ونشر الرَّذيلة، وإنشاء أَفكار وأَيديولوجِيّات تعبد من دُون اللهِ، وتدنيس المُقدّسات الدينية، وانتشار الرِّبا في البنوك، والقتل، والذَّبح، وسفك الدِّماء. عندما يتم تحرير الأرض المقدسة ويتم تطهيرها من دنس “الشيطان” سوف يبدأ الإسلام وعدله وسماحته تسري في العالم كله وسوف تتلون الأرض بألوان الفرح والسرور وتتبدل تلك الظلمة إلى نور ساطع وتنقشع الأوهام الكثيفة من العقول. وتهب رياح السعادة الرقيقة من كافة الاتجاهات، _ وتأتي ثمار الجهاد فسوف يصبح ثلثي العالم “المشركين، اليهود، المسيحين” مسلمين يشهدون بلا إله إلا الله وتختفي مظاهر الحزن والاكتئاب والإنتحار والعراقيل التي يسببها الشيطان في حياة الناس.
في الأزمنة الغابرة قال فرعون “انا ربكم الأعلى”
والان تجسد المنظومة الشيطانية أخطر مما ادعاه فرعون إذ تجعل للشيطان دينا وشريعة، وتجعله إله يعبد.
كل هذا نستخلص منه أن هذه الأمة السودانية التى ذكرت في حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) في أرضها المترامية الأطراف التي تركوها لنا اسلافنا الكوشيين العظماءفنحن أبناء كوش، الذين جعلنا الله بذرة البشرية وأسسنا أول مملكة في التاريخ، فكانت
حضارة القارة الأفريقية عامة امتدّت شرقاً إلى جبال إريتريا الشماء، وغرباً إلى سهول السنغال الفسيحة، وجنوباً حتى أعماق رأس الرجاء الصالح، وشمالاً إلى أرض الأنبياء المقدسة – لتدرك اليوم أنها وارثة لمجد تليد وحاملة لرسالة خالدة. تبين لنا ارث أمتنا السودانية الحاضرة، وكبر مسؤوليتها إذ جعلها الله مركزاً حضاريا لشعب كوش في القارة الأفريقية كافة، إهراماتها تقف شامخة شاهدة على ذلك التاريخ التليد في مروي والشمالية ونبته وكرمة. تمتد في خط حضاري على طول وادي النيل الي أرضنا التي سيطر عليها “العدو المبين” فأصبحت معقلا له. ها هي أرض الأنبياء تنحني إجلالاً لهذا التراث التليد، وها هي أفريقيا كلها تنتظر الصحوة المباركة من أبناء هذا التراث العظيم. فهل نكون خير خلف لخير سلف؟ أم نترك إرث الأجداد يندثر بين براثن التيه والضياع.
وبالتالي هذا هو وباختصار شديد الأساس الديني والفلسفي والتاريخي لهذه الأمة التي تخوض اليوم صراعا داميا تصدى فيها أبناؤها بقيادة القائد العظيم (محمد حمدان ) لخونة الأرض والعرض والدين، وضربوا أروع الأمثلة في الشجاعة والإقدام.
ومن هذا ننوه الي عبارات كمبادئ يجب أن تستوعبها الأمة السودانية :
(أ) هذه المنظومة تخاف من كل المصطلحات التى لها علاقة بالإسلام مثل زوال الدنيا و وبقاء الآخرة(دنيا زايلا) و( جوج ومأجوج) التي تمثل نهاية الظلم والفساد العالمي، ولثقل أولئك المصطلحين الضخمين أَنْتَجُوا مقابلهما العكس لتبيين لدلالة الصراع الخفي وابعاده الدينية (“أب لمبة” – و “الكاهن”) والكاهن هو أحد سدنة المنظومة والحارس الوفي لأرض المعقل مصر، وهو أحد الفراعنة الذين ادَّعَوْا الربوبية.
(ب) طبيعة الحرب ضد قوات الدعم السريع:
الحرب الدائرة ضد قوات الدعم السريع هي صراعٌ تدنَّسَت فيه أبجديات الإنسانية، حيث تُستخدم أساليب وحشية لا تمتٌّ لشرائع السماء أو الأرض بصلة. إنها معركةٌ تُجسِّد تحالفَ القوى الظلامية التي لا تتورَّع عن انتهاك كل مقدَّس لتحقيق مآربها. ومن هنا، فإن الصراع يتخطى كونه مجرد مواجهة عسكرية؛ إنه اختبارٌ لإرادة الأمة في مواجهة مشروعٍ يهدِّد وجودها وقيمها.
(ت) جوهر الصراع: حقٌّ أم باطل؟
هذا الصراع ليس نزاعًا محليًّا عابرًا، بل هو معركةٌ مصيرية بين الحق والباطل، لا مكان فيها للحياد أو المساومة. فمصير السودان ليس منفصلًا عن مصير الأمة الإسلامية التي تحمل رسالةَ “لا إله إلا الله” إلى العالم. الخطر هنا لا يقتصر على الأرض فحسب، بل يمتد إلى هوية الأمة الدينية والفكرية، والتي تُستهدف عبر مخططات ممنهجة تهدف إلى تفكيكها وتسليمها لقوى الشر العالمية.
(ث) رسالة إلى القائد محمد حمدان دقلو (حميدتي):
يا قائد الصفِّ الإسلامي، إن الموقف يحتاج إلى حسمٍ لا يُهادن، وإعادة ترتيب يعيد للأمة ثقتها بنفسها. أنت اليوم في مواجهة تحالفٍ عالميٍّ يُريد إخمادَ شعلة الحق التي تحملها. ضرباتُك يجب أن تكون إستراتيجيةً وحاسمة، لأنك لستَ محاربًا لعدو محليٍّ فحسب، بل لشبكةٍ شيطانيةٍ تعمل على إفساد الأرض . بصلابتك، نرى بصيص أملٍ لنهضة إسلامية تعيد للأمة مجدها، وتحرِّرها من براثن التبعية لمصر (معقل الشيطان تاريخياً )والمنظومة الشيطانية ومشاريعها المدمِّرة.
(ج) عبرة من تاريخ الأمة:
علينا أن نتعظ من أخطاء الماضي، مثل ثورة المهدية التي – رغم عظمتها – لم تُحسن إدارة صراعها مع المستعمر بسبب نقص الرؤية الإستراتيجية، مما أدى إلى هزيمتها في معركة “توشكي” (التي كانت بداية النهاية لمسيرة التحرر). اليوم، يجب أن نكون أذكى من أن نكرر تلك الأخطاء، خاصةً وأن المعركة الحالية لازالت مرتبطةٌ بمصير قضيةٍ تحرير فلسطين، التي لن تبقى حلماً بعيدًا إن شاء الله.
وخاتمة القول: فلسطين ما بعيدة يا موهموين.