الرئيسيهمقالات

الخيرات….مأساة التفرقة العنصرية

نسايم الدُغش
علي يحي حمدون

الخيرات….مأساة التفرقة العنصرية

تداولت منصات التواصل الإجتماعي خلال الأيام الفائتة فيديوهات لقاطني منطقة الخيرات بشرق النيل والتي يقطنها مواطنون أغلبهم من جنوب وغرب السودان، كانت فيديوهات صادمة ومأساة حقيقية يعيشها أولئك المواطنين حيث قامت حكومة الأمر الواقع بالخرطوم بإزالة كاملة لمنازلهم دون إنذار مُسبق أو مراعاة لحرمات البيوت وحرائرها ودون مراعاة لكبار السن والمرضي وذوي الإحتياجات الخاصة فقد أزالوا منازلهم عن بكرة أبيها وتركوهم في العراء في ظل حرب كرامتهم الكذوب التي يفترونها كذباً وذوراً وبُهتانا…

عن أي كرامةً يتحدثون وهم يهجّرون المواطنين بزريعة اللون والعنصرية البغيضة، فكنا نتسآءل هل حرب الكرامة الكذوبة هذه لإعادة سلطانهم المفقود التي جردتهم منه قوات الدعم السريع أم هي ضد المواطن المغلوب علي أمره…
والمؤسف حقاً أن أبناء تلك المنطقة هم فلنقايات يدافعون عن هذا الجيش العنصري الإرهابي، ففي الوقت الذي يدافعون فيه عن أسيادهم فإن أسيادهم يعاملون أُسرهم شر المعاملة وشر التقدير، فهي نفس الإستراتيجية التي فصلوا بها دينق “جنوب السودان” الآن يستخدموها ضد ” كوكو” و ” أبكر”، هؤلاء هم فقط من يستحقون العيش وغيرهم لا يجب أن يعيش…
مشاعر المنكوبين تلك التي عبروا عنها بالفيديوهات كفيلة بأن تبلور وعي مجتمعي كبير لدي أولئك المهمشين بأن هذه الحرب ليست حرب كرامة وأنها ضد كل من هو من غرب السودان أو جنوبه، ليست حرب كرامة وإنما حرب إنتقام ضد كل من هو محسوب علي الهامش العريض المقاوم للظلم والإستبداد والديكتاتورية، الهامش الذي ظل ينشد العدل والمساواة والسلام المجتمعي وسينال مبتغاه يوماً ما، فإذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر…

ظهر أبناء اولئك المهمشين وهم يرتدون زي الجيش الشؤم مكسوري الإرادة ذليلين لا يستطيعون فعل شئٍ لأهاليهم وأسرهم ولن يستطيعون، وهم يلقون بأنفسهم الي التهلكة في المقدمة للمحافظة علي سلطان الظالم المفقود وتكريس المعني الحقيقي للفلقنة، فكيف لي أن ادافع عنك وأنت تُهجّر اهلي وعشيرتي قسراً، متي تنتفضون أيها الفلاقنة وتقولون لا في وجه الطاغية؟ الي متي وأنتم تعيشون عيشة الذل والهوان هذه….؟
أما آن الأوان لكم أن تتحدوا وتواجهوا من أراد تكسير مقاديفكم التي تُبحر نحو الحرية والكرامة والعزة، أما آن الأوان أن تقفوا في وجه من أراد أن يسلبكم حُلمكم التوّاق الي العيش الكريم واللحاق بركبِ الأمم التي تطورت وتقدمت…

حقيقةً من يهن يسهل الهوان عليه وما لجرحٍ بميتٍ إيلام.

سنلتقي بإذن الله…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى