الرئيسيهسوما المغربيمقالات

لا هيمنة ولا نخبوية إنه التاسيس

سوما المغربي

لقد مضى و أنقضى حتى الأبد عهد الوصاية والإستعباد و الإسترقاق بإسم الدين وبإسم الحكم العسكري النخبوي المؤدلج، فللسودانيين المهمشين في جبال النوبة و النيل الازرق ولدارفور وكردفان الحق بأن يكون أبنائهم قادة هذه الدولة وقادة جيشها، بعدما كان خيارهم الوحدة والحرية والحقوق العادلة لمجتمعاتهم.

إن تقرير المصير حق يكفله المجتمع الدولي و المؤسسات الأممية و مجلس الامن و الأمم المتحدة وهو حق مكفول للشعوب المضطهدة يختارونه حال استحالة العيش في وطن و دولة لا يحقق لهم أدني حقوق المواطنة من الحقوق و العدالة و المساوة بل يكفل لهم حق الإعتراف بحكومة صنعوها بطريق نضال وعزم وقدموا فيها أبنائهم شهداء لأجل الحرية والإنعتاق، وهي رسالة للعالم أجمع انهم أجتمعوا على دولة جديدة تكفل لهم ما يريدونه وما صنعوه بإرادتهم.
الصراعات التي فرضها النظام البائد والأنظمة قبله ومنذ الإستقلال إثنياً أو عرقياً، أغفلت التداخل العميق بين مكونات مناطق متجاورة لها جذورها، فالنوبة أفارقة من دون أدنى شك وهنالك كثير من القبائل مثل الهيبان والغلفان والنمنق وهناك قبائل أخرى تشارك النوبة منها الحوازمة (قبيلة عربية) والمسيرية وقبائل الفلاتة، ولدى النوبة تداخل وتزاوج مع المجموعات الأخرى، خصوصاً مع الحوازمة. وأعتقد أن هذه الهوية الأفريقية تدخل في قلب الصراع الماثل في السودان، بين رؤية عروبية وأخرى أفريقية، واتضح هذا في أطروحات الحركة الشعبية لتحرير السودان، وكذلك بعض حركات دارفور مثل حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور.
قضايا عديدة منها قضايا جبال النوبة والنيل الأزرق وشرق السودان وغيرها كانت بسبب إخفاق الإدارات الوطنية لحكومات ما بعد الاستقلال في قضايا المناطق المهمشة، ما أدى إلى الاستياء وانعدام الثقة المتزايد وتعميق فكرة أبناء وبنات النوبة عن الشمال المسيطر. ما مهد الطريق لتحالفات سياسية جديدة، ربما آخرها كان تخالف تأسيس والذي أنجب حكومة السلام والوحدة بين جميع هذه المكونات القبلية والعشائرية والمناطقية جميعها وقد مثلت السودان الحقيقي خير تمثيل.

سوما المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى