
إلغاء قرار تكليف السفير دفع الله الحاج بتسيير مهام رئيس الوزراء وأصدار قرارا يقضى بإلغاء التوجيه السابق الخاص باشراف أعضاء المجلس السيادي على الوزارات الاتحادية والوحدات وفي نفس الوقت الذي أصدر فيه أيضا الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان مرسوماً دستورياً قضى بتعيين د.كامل الطيب إدريس عبدالحفيظ رئيساً لمجلس الوزراء!

اصدار كل هذه القرارات مجتمعة تعتبر اهم محاولات حكومة الامر الواقع لتلميع نفسها من أجل اعتراف الاتحاد الافريقي بها في دلالة واضحة بازالة المظاهر العسكرية من وجه حكومة الانقلاب بإعطائها مسحة مدنية لتسويقها وسط المجتمع الدولي الذي رفض التعامل مع حكومة الانقلاب! وذلك ما يفسر الارتباك الكبير الذي انتج فيما يمكن تسميته فوضى التعيين بحيث لم يمض على قرار تفويض السفير دفع الله اياما بتسيير مهام رئيس الوزراء حتى تم الغاء ذلك سريعا لتعيين كامل ادريس رسميا بعد عدد من المحاولات والجهود التي بذلها سابقا من اجل نيله منصب رئيس الوزراء بحيث اصبح معروفا لدى الشعب السوداني بجريه المتواصل حتى حفيت رجليه! لنيل هذا المنصب، بعد ان تم ترشيحه مرات كثبرة من قبل، والتقى بالبرهان بعد الانقلاب لذات الامر لولا رفض الشركاء الذين كان لهم تاثير كبير في حكومة الانقلاب آنذاك!
لم يعكس قرار تعيين كامل ادريس فوضى التعيينات في حكومة بورسودان وماوصل اليه من تدني ودرك سحيق في العملية الادارية للدولة وحسب، وانما عكست ايضا صراع التيارات المتنافسة في سلطة الامر الواقع ببورسودان، وتقاطع المصالح الاجنبية والاجندات الد لية وتأثيرها على هشاشة السلطة وقراراتها النافذة! بحيث اشارت عدة تسريبات صحفية برفض اوروبي وافريقي للسفير دفع الله الذي يمثل واجهة للتيار الاسلامي المتشدد واحد مرشحي الامين العام للحركة الاسلامية المتطرفة “على كرتي”! كما أشارت بعض التسريبات الي ان التعيين نتيجة هندسة وجهود المبعوث الاممي الخاص بالسودان رمطان لعمامرة ضمن نصائحه للبرهان من أجل الاعتراف الافريقي والقبول الدولي، بينما عده مراقبون انها عملية لبداية سحب البساط من تحت مساعدي البرهان والعمل حثيثا لانفراده بالسلطة نظرا لخرق الوثيقة الدستورية التي وضعها البرهان نفسه بعد تمزيقه الوثيقة الاصل لاعطاء نفسه مزيدا من السلطة بعد سحبه لملفات الوزارات من رصفائه في مجلس السيادة وتجميعها كلها بين يديه بتعيينه لكامل ادريس الذي تكشف طبيعته انه سوف يكون اداة طيعة بيد البرهان لمعرفته انه وضع نفسه بقبوله المنصب في رحمة البرهان لعدم وجود خاضنة ومؤيدين فضلا عن تململ الاسلاميين بعد ازاحة مرشحهم بما يضعه امام مواجهتهم الشرسة وبما انه يعلم تماما ليس بمكنته مواجهتهم ولايحول بينه وبين الاعيبهم سوى سلطة البرهان، فذلك بديجعله اكثر طوعا وارتماءا بين يديه!
تساءل بعض المتابعين للشأن السوداني حول قدرة كامل ادريس وماهي القوة التي تقف وراءه لعلمهم ان البرهان لايملك قراره بالكامل مما جعل البعض منهم يتخوف من ضغوط اجنبية ربما تكون هي من وراء التعيين المتسرع! خاصة وان هناك الكثير من التكهنات التي تدور حول كامل ادريس عن رعايته والاهتمام به من جهات اسرائيلية نافذة هي التي مهدت له الطريق ليتنسم قيادة اعلى المنظمات الاممية في سويسرا! فضلا عما اثاره من فضيحة بتزويره في الاوراق الرسمية واوراقه الثبوتية – شهادة ميلاده – و كانت سببا في نهاية خدماته الاممية وعدم التجديد له مرة اخرى! بخلاف تعامله في الوظائف العامة بنفس الصورة المشوهة لفساد مسؤولي حكومة الامر الواقع وممارسة ذات الامور التي ظلت محل شكاية من البرهان نفسه في تعيينات الوظيفة العامة حيث اشتكى من تعيين وزرائه لقراباتهم واهاليهم في وظائف الدولة العامة! وقد عين كامل ادريس صهره زوج ابنته ممثلا لمنظمة الملكية الفكرية بدولة ليبيا في وقت سابق ابان مسؤوليته ل “الوايبو” كما عين ابنه ايضا ممثلا لمنظمة الملكية الفكرية ببغداد! وذلك يوضح اشياء مهمة حول كامل ادريس وان من ينتظرونه لتغيير الواقع المرير واحداث فرق ايجابي سوف ينتظرون طويلا! خاصة وانه يأتي ضمن شلل تام لحكومة الامر الواقع وشبه انهيار وفوضى كاسحة في القرارات والتعيين!